التراث الشامي
بناء على دعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وصل إلى دمشق مساء يوم الاثنين في السابع من تشرين الثاني من عام 1898م الإمبراطور الألماني غليوم الثاني وزوجته الإمبراطورة أوغوستا فكتوريا في زيارة رسمية إلى دمشق تستغرق يومين يطلعان خلالها على معالم دمشق الحضارية.
خرجت المدينة عن بكرة أبيها واستقبلته استقبالا حافلا، خلال الاستقبال وعند مدخل القلعة لاحظت الامبراطورة زوجة غليوم حمارا أبيض جميلاً فأثار انتباهها وطلبت من والي دمشق حينها مصطفى عاصم باشا أن يأتيها به لكي تأخذه معها ذكرى إلى برلين، راح الوالي يبحث عن صاحب الحمار، وكان يُدعى (أبو الخير تللو)، فطلب إليه إهداء الحمار إلى زوجة الإمبراطور فاعتذر، غضب الوالي وعرض على أبو الخير شراء الحمار، ولكنه أصر على الرفض وقال: يا أفندينا لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد، إن شئت قدمتها كلها إلى الإمبراطورة هدية من دون مقابل، أما الحمار فلا، استغرب الوالي من هذا الجواب وسأله عن السبب، رد تللو مبتسما: سيدي إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم ستكتب جرائد الدنيا عنه وسيسأل الناس منين هذا الحمار؟ فيردون عليه من الشام، ويصبح الحمار الشامي حديث كل الناس، وربما معرضا للسخرية، ويقول الناس هل يعقل أن إمبراطورة ألمانيا لم تجد في دمشق ما يعجبها غير الحمير؟! لذلك لن أقدمه لها ولن أبيعه، نقل الوالي الخبر إلى الإمبراطور والامبراطورة فضحكا كثيرا، وأعجبا بالجواب، وأصدر الامبراطور أمره بمنح تللو وساما رمزيا.