مسار غامض، أهداف غير معلومة، ورموز سياسية وثقافية مشبوهة أرادوا لنا السير في إتجاه مناقض لما أراده الشعب من ثورة الحرية والكرامة.
أريدت ثورة نبيلة على قيم بالية تعيد الروح لأصحاب المبادئ، فجعلوها معايشة وتطبيعا مع الفساد وأهله.
هانت أرواح شرفاء البلد وتبددت سنوات أعمار الأحياء منهم بين سجون المستبد أملا في غد ترتفع فيه رايات العدل فإذا بها مكافئة غير متوقعة لفاسد عاث في مصلحة الشعب.
تحدثت النفس تمنى ذاتها بأن قتامة صفحة الماضي تجعل مجرد الحديث حولها جريمة موجبة للتنديد في الحد الأدنى فاذا بالمشرفين عليها يستعيدون مواقعهم دون مساءلة أو محاسبة وكأن ما حدث ضد منظومتهم الخاربة مجرد عبث موجب للاعتذار.
ترتفع أصوات رفاق الدرب هنا وهناك لرفع المعنويات والإقناع بجدوى المسار، لكن سرعان ما تحضر المضادات القيمية التي بايعتها النفس منذ الصبى لترد وهن هذا المسعى.
في كل هذه العتمة أمر واحد مطمئن أن اليأس ممنوع لدى الأحرار بالفطرة مهما تعاضمت خطوب الفساد والافساد، قناعتهم التى لا تتبدل شرف الحر يكمن وجوديا في مدى اصراره على المكافحة من أجل أن تحقق مبادئه، ليس مهما لديه أن يرى النصر بعينيه، المعنى الأساسي عنده أن يعيش لأجلها حتى وان نعمت بها أجيال أخرى وذلك وجها آخر للتضحية.