تزييف ماضي المسلمين وإسقاطه على الحاضر
الأمين البوعزيزي
راشد الغنوشي يعتبر أن وزراء بنعلي سيكونون أبرز حماة الثورة التونسية:
تساءل السيد راشد الغنوشي مستنكرا في تصريح للقدس برس:
“لماذا هذا الصراخ والعويل بأن الثورة قد انتهت لأنها مارست العفو ولم تمارس الانتقام والتشفي، مع أن ثورة النبي عليه الصلاة والسلام، وهي أعظم ثورة مارست أعلى صنوف العفو يوم فتح مكة، فلم تتم إحالة زعماء الجاهلية على السيوف، وإنما أحالتهم إلى العفو، ليتحولوا إلى قادة في الصف الإسلامي”. وأضاف: “الطلقاء هم الذين نشروا الإسلام في الآفاق، وأوصلوه إلى مختلف أصقاع العالم…”.
——– السيد راشد الغنوشي؛ إذا سمحت لنفسك بتزييف حقيقة ما يجري اليوم واعتباره تشفيا وانتقاما والحال أنه مجرد تمسك بالقانون الموجود ولا يريدونه أن يسود. فإنه ليس مسموحا لك مطلقا بتزييف ماضي المسلمين وإسقاطه على الحاضر:
صحيح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعلن يوم فتح مكة عن أول عفو تشريعي عام في التاريخ قائلا “اذهبوا فأنتم الطلقاء” لكنك أخفيت معطى آخر هاما في حجم هذا العفو التشريعي؛ ألا وهو قرار عقاب ثلة مجرمة وإن تحصنوا بأستار الكعبة!!!
كما أن الطلقاء الذين استفادوا من العفو التشريعي العام لم يكونوا رموزا للإسلام كما تزعم وإنما كانوا رموزا وقادة لتاريخ إمبراطوري فتوحات وسيف وجزية وأسرى حرب وجواري وعبيد… لماذا تلصق هذه الممارسات بالإسلام والحال أنها تاريخ بشري للمسلمين؛ أليس ربطه بالإسلام تشجيع للدواعش على إعادته بإسم نشر الإسلام كما تزعم؟؟؟؟
نعم بإمكان وزراء بنعلي قيادة وبناء الدولة التونسية؛ لكنها لن تكون دولة المواطنين الإجتماعية السيادية كما رسمتها حناجر 17 ديسمبر؛ وإنما ستكون دولة بوليسية لصوصية كما أيام السابع الفاشي العميل التابع!!!
مثلما كان طلقاء مكة أقرب إلى روح زمانهم من جوهر القرآن؛ كذا سيكون طلقاؤك النوفمبريون أقرب إلى زمن السابع الفاشي من زمن ديسمبر المواطني.
حل عنا يا شيخ يرحم بوك. عيب تدليس الحاضر والماضي!!!