السبت 19 أبريل 2025
لسعد بوعزيزي
لسعد بوعزيزي

العمل السياسي والعمل الثوري خطان لا يلتقيان

لسعد بوعزيزي
من ينشر اليأس بين الصادقين، أخطر على الثورة من الخائنين.. وليست لي ثقة في الثائرين، فقد علمتني التجارب كم صادق صار من البائعين، ثقتي في الثورة دون سواها وأنا أحد أبنائها الشرعيين، قد خبرتني منذ بدايتها حين رأتني من الفرحين، ومعجب بالهلع الذي أصاب التجمعيين والخوف الذي تملكهم وهروب الأمنيين..
وقالت: يا بني، لا تكن من الفرحين فما زال الطريق طويل، سيعودون وتلك طبيعة كل ثورة صادقة كي أميز الخبيثين من الطيبين، ولكن العبرة بالخواتيم وسيكونون من الخاسرين…
العمل السياسي والعمل الثوري خطان لا يلتقيان الا في حالة واحدة، وهو أن الثورة يكون قد قام بها فصيل سياسي بعينه كما الثورة البلشيفية مثلا، فيستأثر هذا الفصيل السياسي بالحكم باسم شرعيته الثورية… أما وقد حدثت ثورة في تونس لم يقدها أي طرف سياسي فإما أن تختار الأحزاب لعب السياسة وترضى بخيانات السياسة وقذاراتها، وإما أن تلتزم منذ اندلاع الثورة، فلا تغادر الشوارع حتى تنتصر وينسب نجاحها في الأخير لها… ومن أراد الجمع بينهما أضر بنفسه أولا ثم لحقت مضرته الثورة…
ليس هناك من حل الآن سوى الوضوح فقط، فإما السياسة وإما الثورة، وإني بخطابي هذا أناشد أطراف سياسية صادقة العودة للشوارع وتتخلى نهائيا واختيارا عن المشاركة في الحياة السياسية قبل أن تضطر وتعود مطردة من هناك قصرا بحكم أن المشهد السياسي مقبل على استئثار حزبين فقط لا ثالث لهما بكل ما فيه..
من اختار العمل السياسي فلينخرط في النهضة أو النداء، ومن اختار العمل الثوري فلينزل للشارع، ولا يمكن الجمع بينهما، هذه نتائج جلسة اليوم.
ملاحظة : يمكن للثورة يوما أن تغير المشهد السياسي 180 درجة، ولا يمكن لمن اختاروا السيطرة على المشهد السياسي اليوم أن يجتثوا الثورة…
بالنسبة لي سأختار النزول الى الشارع فقد يطول انتصار الثورة ولكنها ستنتصر حتما…


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

لسعد بوعزيزي

علاش بعد الثورة خير ؟

لسعد بوعزيزي قبل الثورة، لم يكن بإمكان أحد أن يصل إلى مجلس النواب إلا بتزكية …

لسعد بوعزيزي

حين وقع اعتقالي

لسعد بوعزيزي حين وقع مداهمة منزلي واعتقالي يوم 10 جانفي (2011) بعد خطاب بن علي …

اترك تعليق