تدوينات تونسية

حدثان وطنيان مهمان

مروان العمدوني
عشنا منذ يومين متتاليين حدثين وطنين مهمين بداية بسد الشغور لهيئة الانتخابات من أجل اجراء الانتخابات البلدية في موعدها المقرر آنفا والتي تخص مصالح المواطن الضائعة بصفة مباشرة ومسألة قانون المصالحة الادارية التي فضحت بعض المزايدات البالية التي يتاجر بها البعض.
أولا. عودا للانتخابات البلدية المقرر اجراؤها هذه السنة والتي تعتبر النقطة المهمة والأهم لتيسير وتسهيل الانتقال الديمقراطي وضمان حق المواطن في المشاركة والمساهمة في مشاريع منطقته من خلال ضمان تركيز سلطة محلية تشاركية قائمة بذاتها دون رقابة مركزية سابقة أو دون تنزيل لأوامر السلطة المركزية التي في كثير من الأحيان تجهل خصوصيات كل منطقة اذ جاء دستور الثورة بتفكيك السلطة على أكثر من جهة، لكن للأسف الكثير من الأحزاب التي لا تؤمن الا بمصالحها الضيقة التي قد تفقدها سطوتها/نفوذها على الدولة سعت جاهدة لابطال هذا الاستحقاق الانتخابي المنتظر والأدهى من ذلك أن أغلب الأحزاب التي (تعتبر) حاكمة وصاحبة قاعدة شعبية واسعة لم تستطع الى الآن تكوين قائمات انتخابية توافقية لذلك كان الحل الأسهل عدم الحضور لجلسة مجلس النواب لسد الشغورات وبذلك تفويت الفرصة التاريخية على تونس وتأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى.
ثانيا. بالنسبة لموضوع المصالحة الادارية مع احترامي الشديد لكل الآراء سواء التي صادقت على القانون أو المعارضة. لكن هناك أمور يجب التنويه إليها وهي أن أغلب المعارضين لم يطلعوا أصلا على القانون الذي هو في حد ذاته تم المصادقة عليه في اللجان قبل الوصول للجلسة العامة والذي أفرغ من محتواه الأول وأصبح يتماشى مع مسار العدالة الانتقالية هنا لن أكون مدافعا أو معارضا للقانون لأن المحكمة الدستورية هي الفيصل لكن ما لاحظته أن هناك لحظات فارقة تظهر فيها الأحزاب التي تشتغل لمصالحها الشخصية ممن يشتغل للصالح العام ويبحث عن مشتقبل تونس. سياسيا، حركة النهضة رغم ما قدمته في هذين اليومين فقد تم استثمار ذلك بصفة عكسية من طرفين الأول هو النداء الذي عمل على تحريك الرأي العام ضد النهضة وتخليها عن مبادئها والتنكر للماضي ووو من أجل ضرب القاعدة الشعبية وبذلك حصرها في زاوية في الانتخابات القادمة أما الطرف الثاني وهي المعارضة التي باركت بالأمس القريب تقدم السبسي للرئاسة ودعمته من أجل اسقاط الترويكا عملت كذلك على استقطاب القاعدة النهضوية الغاضبة.
ختاما المصلحة الوطنية تقتضي من الجميع الحذر والعمل لخير تونس والتضحيات بصفة عامة قد تخسرك أشواطا لكن روح الثورة و نبضها والأهداف التي قامت عليها ستتحقق يوما ما عاجلا غير آجل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock