أين جمهور أحزاب المعارضة اليوم ؟

زهير إسماعيل
تحيّة إلى شباب مانيش مسامح المرابط منذ الصباح أمام مجلس النواب تصدّيا لقانون المصالحة الإدارية”، وأقوى عبارات التنديد بما ناله من اعتداءات لا مبرّر لها من قبل أعوان الأمن.
خاض شباب مانيش مسامح منذ سنة مسيرة كفاحيّة في مواجهة القانون وقد كان لهم دور في فرض تعطيله وتعديله.
أحزاب المعارضة اكتفت بمساندة شباب مانيش مسامح في أغلب تظاهراته، وتخلّت عن دورها في تحشيد الشارع، وكأن مواجهة القانون فرض كفاية، يسقط عن الأحزاب إن قام به الشباب. والتخلٰي يعود إلى ضعف العلاقة بالشارع وضعف العمق الشعبي. فالشارع جزء من المعادلة الديمقراطيّة، ومن لم تنصفه الصناديق قد يسعفه الشارع. ولكن إذا غاب الإنصاف والإسعاف معا فلا بدّ من دقّ نواقيس الخطر.
أين جمهور أحزاب المعارضة اليوم أمام البرلمان؟ وهل تُعوّض تلك الحركة داخل البرلمان غياب الجمهور أمامه؟
“دعسة” المعارضة البرلمانيّة اليوم، داخل البرلمان، أتت متأخرة بثلاث سنوات. ونعني ردّة فعل متأخّرة على نتائج انتخابات 2014. فلا معنى أن ترضى بالمقدّمة في 2014 وترفض نتائجها في 2017.
مشهد اليوم في البرلمان شديد الإيحاء وصورة بليغة ومفزعة في نفس الوقت:
هو صورة بليغة لأنّها تشير إلى أنّ “السياسي” في هذه المرحلة الدقيقة يبحث له عن مجال جديد غير مجال الانتظام التقليدي (الأحزاب)، وأنّ هويّة انتظام جديدة لجيل جديد بدأت تطلّ برأسها.
وهو صورة مفزعة، للهُجنة التي يعرفها الفرز، منذ 2012 وظهور جبهة الإنقاذ وحصول “مرتدي السفساري” على صفة معارضين، مرورا بالاغتيال السياسي والحوار الوطني وانتخابات 2014 ونتائجها السياسيّة وصولا إلى التصويت اليوم على قانون الباجي. ومن علامات هجنة هذا الفرز أن الجميع في السنوات السبع الماضية عرف الحكم وعرف المعارضة، والجميع مُتَّهَم ومتّهِم، والجميع مطالِب ٌبالمحاسبة ومطالَبٌ بها، وإن اختلفت درجات المشاركة والاتهام والمحاسبة.
هذا الاضطراب يعرفه المشهد برمته في الحكم والمعارضة، ومازلنا نعيش على نتائج انتخابات 2014 السياسيّة ومن بينها الازدواجيّة التي تعرفها منظومة الحكم والمعارضة. وقد تكون الانتخابات في 2019 مناسبة لتصحيح الفرز وتعديل المشهد، ولكن لا تتوفّر اليوم شروط انتخابات ديمقراطية شفافة ونزيهة، ولا يوجد عمل وبرنامج لتوفيرها.
لابدّ من مراجعات عميقة…

Exit mobile version