الطيب الجوادي
مازلت أستعدّ استعدادا خاصّا جدا للحصة الأولى التي أواجه فيها تلاميذي لأوّل مرّة، إذ أعتبر أنه يتوقف عليها نجاحي او إخفاقي في باقي السنة الدراسية.
في الحصّة الاولى أدخل مبتسما، في كامل أناقتي، أطلب من جميع تلاميذي الوقوف، وأمرّ بين الصفوف لأتفقدهم جميعا مشاكسا هذا، مصافحا ذاك، ملفتا نظر ذوي الشعور الطويلة والهندام غير اللائق، بكل لطف ان وجودنا في مدرسة يتطلب منّا الالتزام بمظهر محترم، بعد ذلك أطلب منهم الجلوس لأروي لهم نكتة او حادثة طريفة تجعلهم يبتسمون جميعا، وشيئا فشيئا اخرجهم من حالة التّهيّب والتوجّس واكتسب ثقتهم، لكن دون ان يذهب في ظنّهم انني ضعيف او غير قادر على الردع حين يكون ضروريا، فبمجرّد ان يتكلم تلميذ دون رفع الاصبع او يشوّش او يشاكس أصدقاءه، أصيح صيحة مدوّية طالبا منه مغادرة القاعة فورا، طالبا منه ألا يدخل في اليوم الموالي الا مصحوبا بوليّه، وهكذا يفهم تلاميذي منذ الحصة الاولى انني ساكون لهم نعم الاب الصديق اذا التزموا بمدوّنة السلوك المتعارف عليها وأنني لا أتردد في ردع من يخرج عليها!
إنها معادلة صعبة
والمدرس الذي لا يكسب محبة تلميذه واحترامه وتقديره منذ الحصة الاولى لن يتاح له النجاح بقية السنة.