أنا متعاطف وأعرف معنى أن تقع بين أيديهم
كمال الشارني
أنا متعاطف دون حدود مع ضابط الأمن الذي تعرض إلى الضرب بآلة حادة في جبينه أثناء أدائه لوظيفه في تطبيق تعليمات الدولة، بصفته موظفا تونسيا محميا بالقانون، غير أني لا أتضامن مع جهاز الأمن في ما حصل من اعتداء.
أنا لست شرطيا، إنما أعتقد أن أعوان الأمن ليسوا أعضاء كشافة، وأنهم يتلقون تدريبات عملية في السيطرة على المنحرفين وطرق التعامل مع كل الاحتمالات ويتعلمون مع ممارسة المهنة كل فنون وضع المواطن على الأرض، أبناء جيلي يعرفون معنى أن تقع بين أيديهم أثناء المظاهرات، أو حتى دونها، وحتى دون سبب، فلا معنى اليوم لتعرض ضابط إلى مثل هذا الاعتداء،
لا يحتاج أعوان الأمن إلى أي قانون جديد لتشديد العقوبة على من يعتدي عليهم أثناء أدائهم لعملهم، يستطيعون أن يعملوا محضرا مضروبا بالسفود لمن اعتدى على زميلهم يرسله إلى ما وراء الشمس وسيفهم أعوان السجون ذلك في التطبيق، وللتذكير الفصول من 150 وما يليه من مجلة الإجراءات الجزائية تعتبر محضر الأمن مقدسا لا يمكن الطعن فيه إلا بالتزوير.
أرجو أن يكون التعاطف مع ضابط الأمن المصاب والمطالبة بتشديد العقاب على المنحرف مقترنا بالتعاطف مع ضحايا التعسف الأمني والمطالبة بالجدية في التحقيق فيها من جهات محايدة حقا، واعتبارها انتهاكا لحقوق المواطن من أعوان السلطة.