تدوينات تونسية
هي مسألة جرأة
كمال الشارني
كثيرا ما كنت أعتقد أن ما يفسر خيبات السياسة وخسارات النضال في تونس هي مسألة الجرأة لا غير، يعني أن أحدهم، يعرف أنه نذل، ويعرف أن الناس يعرفون أنه نذل، حتى أمه تعرف أنه نذل، وأدلة ذلك في التاريخ الحديث لم تنس وما تزال تنشر للعموم، ورغم ذلك يجد الجرأة لادعاء الشرف والنبل والوطنية وقيادة الوطن نحو المجد وبقية الخزعبلات، تبلغ به الجرأة حد أنه لا يعول حتى على النسيان أو الخداع، يعول فقط على “قلة الحياء”، لا تفسير لحالة الإحباط التي أحسها سوى هذا.
جرأة النذل على الأشراف، على أحلام هذا الشعب البسيط، الجرأة على القيم الأخلاقية، القدرة على اكتساب وجه قصديري لا يخجل، لا يحس حمرة الخجل ولا ارتفاع حرارة الجسم حين تضبطه متلبسا بالنذالة.
حين يكتسب الإنسان هذه الجرأة، يهون أمامه كل شيء، إنما قال أحدهم “ضرب الخناجر، ولا حكم النذل فيّ”.