نور الدين الغيلوفي
منذ مدّة ونحن نسمع نبوءة تردّدها بعض الأصوات بأنّ الانتخابات البلديّة ستشهد تزويرا.. وليس ذلك من باب التحذير من التزوير ولا من باب الحرص على نزاهة الانتخابات.. ولكن دفعا باتجاه تأجيلها على أجل غير لا مسمّى..
فمن الذي يُتوَقّع أن يرتكب جريرة تزوير الانتخابات؟ ولمصلحة من؟
هب أنّ جهة ما، متنفّذة، عمدت إلى تزوير الانتخابات البلدية فما الذي ستجنيه؟ ستزوّر النتائج لتكون في مصلحتها.. وستجد نفسها غدا وجها لوجه أمام الشعب الكريم في المحليات والجهات وفي الطرقات والأزقّة.. وستكون مطالَبة بتقديم خدماتها للناس والسهر على جميع شؤونهم من عتبات بيوتهم حتّى تعبيد الطرقات لهم وإقامة الجسور لسعيهم وتوفير المرافق وسدّ مختلف الحاجات.. فإذا أتقنت خدمتهم وكانت لهم نافعة وصلوها وإن هي عجزت عن النفع تركوها وأزاحوها من طريقهم بحثا عمّن كان أقدرَ على خدمتهم.. ولن يستقرّ بالبلاد أمر ما لم يأت الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.. الحَفِيظُ العلِيمُ…
الحكم المحلّي إضافة جديدة إلى اجتماعنا السياسي في زمن الثورة.. إضافة لأنّ من “يحكم” الناس سيكون بين أيديهم وسيكون السلطان لهم عليه.. ولن يستقرّ له الأمر ما لم يكن مفيدا قادرا على حلّ المشاكل وتقديم الإضافة.
إنّ تزوير الانتخابات فرضيّة لاحجّة تثبتها لأنها حكم على أمر لم يتمّ ولا دليل على أنّ ترتيبا ما يُعدّ لذلك.. فلماذا تقول به بعض الأطراف؟
هو إذن ذريعة لمن لم يستعدّ لها.. ومن لم يستعدّ بعدُ لها لن يكفيَه عمره ليكون مستعدّا.. المعركة الحقيقية هي تلك التي تتصدّى فيها الأحزاب لخدمة المواطن.. والبلديات هي مجال الخدمات بامتياز.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. والعاجزون يعلمون ذلك جيّدا لذلك يستهدفون قطع الطريق…
وحدهم العاجزون، الذين لا رصيد لهم بين أيدي الناس، ينادون بتأجيل الانتخابات البلدية.. فلمَ تأجيلها؟ حتّى يكونوا هم مستعدّين لها! وكيف سيستعدّون؟ هل سيضاعفون من شعبيتهم في زمن محدود؟..
كان يُفترض أن تكون الانتخابات البلدية في بداية الرحلة حتى ننطلق من الشعب إلى بناء النظام السياسي ولكن المتغلّبين قلبوا الهرم وبانقلابه تعبت الثورة من إطلاق المواعيد وتعب الناس من الانتظار حتّى تركوا الأمل وتخلّوا عن الحلم.. وفي ذلك يستثمر العاجزون…
تبقى الدعوة إلى تأجيل الانتخابات البلدية بداية لخطّة تستهدف قطع الطريق على الثورة والشعب واللقاء بينهما من جديد.. وقطّاع الطرق كثر..
فَحَذَارِ.. حذار…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.