عبد القادر عبار
استجبنا لأمر ربنا.. وضحّينا على سنة نبيّنا صلى الله عليه وسلم… ويبقى الخزي واللعنة على من ادّعى “بَرْبَرَيّتها” وهي من البربر براء.
والآن وقد استُهلِك اللحم، وجفّ الدم.. وقُدّم القربان.. وحصل الأجر إن شاء الله تعالى.. تعالوا نستعرض جديد وغريب وعجيب “علوشيّات هذا الموسم.. ليس للتندر ولكن لندرك إلى أي مدى فسدت معاملاتنا وأخلاقنا مع شعائر الله التي أمرنا بتعظيمها.
1. اشترى مواطن ّعلوشا أقرن دفع في ثمنه كل ماله ورجع به الى الدار فرحا مسرورا.. وفي الدار وبينما الاولاد والزوجة يتفرجون عليه ويتحسّسونه ويجسّونه.. حرّك الاقرن راسه بقوة وبسرعة.. فسقط أحد قرنيه.. فبهت الجميع لانهم لم يروا دما يسيل.. ثم اكتشفوا أن القرن كان قد أُلصِق بالكولّة (غيرة قوية).. بعدما كان قد تكسّر عند بائعه.. (واقعة صحيحة حدثت في مدينتنا).
2. قبل أسبوعين من العيد اشترى الجار لشقيقه علوش عيد ودفع ثمنه 545 د ولم تمر الا خمسة ايام حتى بدأ الأقرن يرخي أذنيه ويفقد نشاطه ثم سقط مغشيا عليه فأسرع الجار الى السكين ليُحلّله… ذبحه وما ان بدأ في سلخه حتى تجهم وجهه وجحظت عيناه وحوْقل.. وذلك لما رأى من صفرة الحم واستدعى البيطري فأمره بالاسراع بردمه خوف العدوى لأنه مصاب “بالبوصفّير” عافاكم الله… تخلص منه بالردم وبلع غصته.. وانتظر الغد ليستفسر أو يوبخ بائعه في السوق.
3. قابل صاحبه في السوق فاخبره خبر المرحوم ومآله.. وطلب منه التعويض.. فرفض واحتد الجدال وتجمهر الناس وحضر الحاكم.. فتوافقوا على أن يبيعه علوش ولا يأخذ مقابله الا نصف الثمن فقط و”مَسَّكَهُ” بـ 300د .. ورجع الجار بالأقرن الثاني.. وأخبر أنه قد رأى من الضيف الجديد كل حركية ونشاط وبعبعة مما جعله يطمئن.. وجاء العيد وحان وقت التضحية ودخل “القريشة” ليأخذ الاقرن ليذبحه للعيد فراه يتبول بعض الدم فأسرع الى الذبح وقلبه يكاد ينخلع خوفا.. وذبحه فخرج منه دم سائل اصفر مبيضّ فكان مصيره الردم “كِي خُوهْ” خوف العدوى. وابتلع الغصة الثانية.. وواسَى شقيقه الذي خسر 845 د ولم يغنم منها شيئا… بأن يشركه في لحم علّوشه هو.. (دون الاشراك في الثمن)… الذي كان يربّيه منذ أكثر من سنة.. وعلى الله العوض.. وويل للغشّاش من ربّه.