عيد “الكبش” أم عيد الأضحى ؟!
القاضي أحمد الرحموني
في ثقافتنا العلوش (للعيد او لغيره) انواع: غربي، باللية، شركي…الخ .
في ثقافتنا ايضا (وللعيد خصوصا) العلوش احجام: قطوس، علوش، كبش، بركوس!…الخ
وفي المدة الاخيرة تحول بعض المواطنين الى شراء “البرشني” اما لضيق اليد واما بسبب الامراض كارتفاع نسبة الكوليسترول او ضغط الدم او السكري (عافاكم الله).
وبالتاكيد، لا اضيف الى معلوماتكم شيئا اذا اكدت ان العائلات في تونس تسعى باي شكل (حتى وان اقترضت لدى البنوك والتعاونيات وربما الصناديق الاجتماعية !) الى شراء “الاضحية” لكن حسب القول الدارج: “كل قدير وقدرو”، رغم ان الناس في الغالب تفضل ان تكون الاضحية “علوشا” او “كبشا” حتى ان الامر قد يتحول بين العائلات والجيران وخصوصا الاطفال الى مجال للتفاخر والمباراة !.
وفيما يخصني (وان كان الشان من المعطيات الشخصية !) اعتدت منذ سنين التضحية “بعلوش متوسط “. وهذه السنة -كالعادة- اجتمع في بيت الوالد -حفظه الله- ثلاث اضحيات: كبش غربي (للوالد) وبركوس (لشقيقي) وعلوش متوسط من النوع الشركي (لا بالطويل ولا بالقصير ولا بالنحيف ولا بالسمين) اشتريته منذ مدة ونقلته قبل العيد بيومين. وحتى لا اثقل عليكم بمسائل شخصية، اردت ان اقول ان العلوش المتوسط قد بدا لي (ربما على سبيل الانطباع) اشبه “بقطوس” وذلك لما دفعت به الى جانب “الكبش” و”البركوس” في بيت خاصة تحت المدارج حتى اني اشفقت عليه وهو يتحرك تحت ارجلهما !.
ومهما كان فقد خطر ببالي ان التركيز الشديد على حجم الاضحية قد لا يناسب المغزى الحقيقي لعيد الاضحى والا كان الامر يتعلق بعيد “الكبش” او “العلوش”!
ومع ذلك يتبين من شروط الاضحية وآدابها -عند المسلمين- ان هناك نموذجا مثاليا “للضحية” وقد تكفل الفقهاء ببيانه طبق المرويات الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن امثلة ذلك ما ورد في الحديث الصحيح من ان النبي صلى الله عليه وسلم “ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر” (صحيح مسلم، كتاب الاضاحي).
لكن خارج هذه الصورة المثالية يوجد “نموذج مشترك” للضحية بحدود مقبولة تتعلق اولا بسن الاضحية (من سنة الى خمس سنوات بحسب ان كانت الاضحية من الغنم او المعز او البقر او الابل) وثانيا بصفة الاضحية (فلا تقبل مثلا العوراء أو العرجاء، أو المريضة التي لا يرجى برؤها، أو العجفاء المهزولة).
ومن الضروري التاكيد كذلك ان الاضحية ليست بكاملها ملكا لك ويستحب الجمع فيها بين الأكل والتصدق والإهداء لكن بدون حد معين (لا بربع ولا بغيره) يعني بلهجتنا الدارجة التصدق والاهداء يكون “بالهمة”!. كما لايجوز -طبقا للاحكام الفقهية- بيع لحم الأضحية ولا بيع جلدها ولا احتساب شيء منها أجرة للجزار (يعني لا يمكن خلاصه من لحمها !).