قطط الصحافة الكبيرة لن تذهب إلى جماعة العوينة
كمال الشارني
عندي صعوبة في التصديق بأن منظومة الفساد في الإعلام أيا كان من يقف وراءها سوف تنهار وتنكشف كما يقول بعض الزملاء، الشراء الحقيقي للذمم لا يترك أثرا ملموسا عادة إنما يفطن به الناس بالغريزة في تلك الحروب المزيفة واللغة الخشبية في الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه، الأرقام التي نسمعها عن حجم الرشاوي لا تكاد تصدق لكبرها مقارنة بأجور نمل الصحافة اليومي، وكم حلمنا بعدالة تعيد شيئا من الترتيب في عالم الصحافة الفوضوي، حيث تحتمي القطط الكبيرة بقوى خفية من القضاء والعدالة.
أنا لست متفائلا بتفكيك منظومة الفساد في الإعلام، لعدم توفر الوسائل الصحيحة ولا حتى مؤشرات النية الصادقة، وإلا لبدأت الحكومة ببعض المحسوبين عليها من فساد الصحفيين عبر العصور والحكومات، عندي أمل وحيد وهو ما أعرفه من جبن ونذالة الكثير من الفاسدين، حين يأتيه استدعاء من جماعة حرس العوينة، ويمشي تلك الكيلومترات المخيفة بين المباني وحيدا، يقرر من باب الجبن المتأصل فيه: “لا مش وحدي، تهبط الناس الكل تبحث”، إلا أنه أمل ضعيف، عادة يعتقد السياسيون الأغبياء أن الصحفيين الفاسدين قابلون للاستعمال مرارا رغم القذارة الفائحة حولهم، لأنهم ليس لهم سقف أخلاق ولا ولاء إلا للنذالة، والله أعلم.