الخال عمار جماعي
ما كان “عبد الله المعياري” ليكشف للناس عورته لولا جدل عقيم أتاه أحدهم وكان “مشغولا بالوضع” جدّا !! لم يراع علم الرجل ولا الكتاب الذي يضع فيه ابهامه ليحدّد به الصفحة التي يريد ! ابهام عبد الله المعياري له وظائف أخرى ولكنّ -في مجلس الدرس المعياري- له وظيفة تحديد الموضع وتعيين الصفحة ! فما “المعياري” لولا كتابه وابهامه !؟ ..
لم أكن حاضرا وإنما نقل لي هذا الحديث بعضهم ممّن رأى عورة عبد الله رؤيا العين.. وتعجّب! ..
قال عبد الله وقد إطمأنّ أنّي غائب، عندما سأل: “هاك الفرخ هنا ؟!” فحرّك من في المجلس رأسه بالنّفي فقال: “حديثي اليوم من علم المعيار على التدخيل..” إلتفت القوم لبعض واستعاذوا بالله.. ضحك عبد الله المعياري وأعاد تثبيت إبهامه في الصفحة وقال: “ما أخيب نيّتكم العرب !!.. التدخيل المعياري هو تدخيل الشي في الشيء من غير ما يلزم يدخل!”.. تبرّم الجماعة أكثر وأمسك بعضهم حفنة حصى وضرب بها الأرض.. اردف “المعياري”: “القصد هو الوضع الرّاهن” وأحسّ أنّ هذه الكلمة فخمة بما يكفي لتفتح أفواه الجماعة متعجّبة !! انتظر قليلا.. ليرى. غير أنّ أحدهم “فشّ عجلاته”: “وايش دخّل التدخيل في الوضع الراهن ؟!”. اغتاظ عبد الله المعياري من معرفة الرجل للعبارة وزمجر: “وانت ايش مدخّلك في علم المعيار ؟!”.. وهمس لأحدهم حذوة: “ايش يكون هذا من هاك الفرخ ؟!” لم ينتظر إحابة وإنما فتح كتاب “الايضاح” وطفق يقرأ:
“..ثمّ إنّه إذا جاء الليل وكفرت النجوم في السماء…” ..عندها صاح “المشغول بالوضع”: “حتى النجوم ردّيتها كافرة ؟!.. ايش مدخّلك في جدّ بوها ؟!”..
عندها، وعندها فقط، وقف “عبد الله المعيار” وفتح تكّة سرواله وكشف عن عورته فغطّى القوم أعينهم وأغضوا أبصارهم.. إلاّ صاحبي الذي نقل لي هذا الحديث وكنت غائبا !!
“الخال”