زمن الرعايا وزمن المواطنين..

نور الدين الغيلوفي
بعض سكّان المنظومة البائدة متى أرادوا مهاجمة الثورة وأنصارها وما نجم عنها قالوا: “البلاد صارت غير قابلة لأن تُحكَمَ ingouvernable”.. ويعنون بذلك أنّها بلغت درجة من الفوضى لا تُحتَمل وصارت بمقتضاها مستعصية على أن تعود دولة كما كانت من قبل!..
فهم يتحدّثون في لهجة تغلب عليها السخرية والحسرة.. “يا حسرة لمّا كانوا يأمرون فيطاعون ويأكلون فلا يشبعون ويعبثون ولا رقيب ويتحدّثون والكلّ مجيب.. فإذا جلس كبير القوّادين بالمهقى تحلّق حوله الحرافيش يسبّحون بحمد ما يجدون”..
نعم، لقد صارت البلاد بفضل الثورة مستعصية على أن تدار كما كانت.. وستظلّ الفوضى ما دام العدل لم يقم، لأنّ العدل هو الميزان.. وستستمرّ الهزّات الارتدادية لزلزال الثورة ما دامت الأهداف لم تتحقّق.. وسيظلّ الاستعصاء ما لم يَسْتَقِمْ الحاكم فَيَرْضَ بأنّ يكون للشعب خادما ولأجله عاملا…
لقد ولّى زمن الرعايا وجاء زمن المواطنين.. وهي لحظة لا تزال تبحث لها عن استقرارها.. فإذا استقرّت أقلع الوطن وتخلّص من كلّ ما كان من آثار السوء…
قليل من الصبر وكثير من الوعي..
والموعدُ الأملُ…