سامي براهم
منذ انتخابات الهيئة التّأسيسيّة لحزب النٰهضة بعد الثورة شهد هذا الحزب على امتداد تواجده في البلد أكثر من 12 محطّة انتخابيّة داخليّة محليّة وجهويّة ومركزيّة سواء في المؤتمرات أو للتجديد الهيكلي أو لحسم قضايا داخليّة “الاستفتاء”.
آخرها انتخاب مرشّحي الانتخابات البلديّة على امتداد المحليات الموزّعة على البلد،
هي ظاهرة لافتة في الحياة الحزبيّة خاصّة في الأحزاب التي ألجأها الاستبداد للسريّة وما اقتضته من مركزة للقرار ولجوء إلى التعيين والتعزيز في المهامّ،
تحتاج هذه الظّاهرة في اتّخاذ الانتخابات شكلا مرجعيّا لدى حزب النّهضة إلى اهتمام وتحليل:
أوّلا : لما تقتضيه من حضور لوجستي وتقاليد إجرائيّة ووعي انتخابي يسمح بتنظيم التنافس والقبول بالآليّة الانتخابية كأداة للحسم الداخلي في قضايا التداول على المسؤوليّات والتموقع داخل الحزب وضبط السياسات العامّة.
ثانيا : لدورها في تركيز الشرعيّة السياسية والهيكليّة في مقابل التعيين والتزكية والمحاباة والمحسوبيّة والتكتلات الفئويّة والجهويّة، رغم ما يمكن أن تؤدّي إليه من تأثير سلبي على مستوى الجودة والكفاءة.
ثالثا : لتأثيرها على حجم التمكين للشّباب والنساء وتقليص سلطة المركز في تشكيل التنظيم وهندسته من حيث الموارد البشريّة على الأقلّ.
تعدّد المحطّات الانتخابيّة بشكل لافت يعطي الانطباع أنّ هذا الحزب أقرب إلى نهج الديمقراطية المباشرة التي توكل للصندوق حسم كلّ القضايا الدّاخليّة التي تتخبّط فيها أحزاب أخرى وتتسبّب في انشقاقاتها وجمودها الدّاخلي.
هذا النهج الديمقراطي المباشر سيجد نفسه في اختبار صعب يتعلّق بحسم أمر خلافة رئيس الحركة أو التمديد له مجدّدا، ليضع هذا الحزب على محكّ التداول الحقيقي.