الفصل الأخير في حديث الإرث المثير
عبد القادر الونيسي
لم يشهد فضاء التواصل الاجتماعي ولا أحاديث المقاهي ولا خطب الجمعة تفاعلا كما حدث مع موضوع الإرث أصبح حديث البيوت والشارع الأول. الحدث لن يكون عابرا وسيترك أثارا وجرحى عديدين.
الخاسر الأكبر في الموضوع هو رئيس الدولة الظاهر أن عامل السن بدأ يفعل فعله في الرجل المحنك الذي شرب السياسة منذ نعومة أظفاره في قصور البايات ثم فرض نفسه على دولة بورقيبة وبن علي وعلى الثورة أيضا. نصبت له “نساء ديمقراطيات” فخا عن طريق رأس حربتها في القصر سعيدة ڨراش فسقط فيه. ماذا تراه فاعلا الآن وقد ضاق عليه الخناق ؟ أيحذو حذو ملهمه بورڨيبة صاحب عبارة “نرجعو وين كنا” التاريخية التي أوقف بها انتفاضة شعبية عارمة أم يترك الأمر لمجلس الشعب لإعدام مبادرة ولدت ميتة.
الخاسر الثاني جماعة ثلاثة آلاف سنة حضارة. ابتلاهم الله بشعب جحود لم تحتفظ ذاكرته إلا بأربعة عشر قرنا و”رجال حول الرسول”.
الخاسر الثالث هم “أحزاب الهانة” ظهر الوجه القبيح المتخفي تحت عناوين النفاق السياسي وأن الغالب يشربون من وراء البحار تجمعهم نقمة وكره للهوية والعقيدة.
حتى لا نضيع الخيط الرابط مالذي أثار حفيظة بني علمان بمختلف مشاربهم ؟
أهو ظلم مسلط على المرأة. أم نية مبيتة لقطع خيط التشريع الإسلامي الأخير في تونس ؟
حتى نفهم :
ترث المرأة في جميع الأوجه ولا يرث الرجل إلا في ثلاثة أوجه. المرأة تحجب (تحرم) الرجل والرجل لا يحجب المرأة.
المرأة شريكة فيما يرثه الزوج. ما ترثه المرأة لها وحدها.
على الرجل واجب الإنفاق من إرثه على أهله وعلى أخته العزباء وليس عليها ذلك.
قلبت الأمر على وجوهه وتساءلت ما سر هذه المحاباة للمرأة ليقيني أن الإسلام بني على العدل في جميع أحكامه فانبلج لي جواب: حكمة أرادها الله لجبر ضرر لحق المرأة من الأديان المحرفة ومن عصور الجاهلية.
أخواتنا وبناتنا اسمعوني:
دفعوا بكن في معركة خاطئة.
تحبو تعرف الظلم البواح المسلط عليكم وين ؟
في القوانين الوضعية. نفس الشهائد ونفس الخدمة والراجل يخلص أكثر منكم في جميع الحالات.
هذا ليس في تونس فقط بل في سويسرا وفرنسا وألمانيا…
هذه عركتكم الصحيحة مع رأس المال المتوحش وسحرته والباقي الكل يضحكو عليكم وربي يهديكم…