المرأة الريفية يافطة يتخفى خلفها سياسيون ونشطاء مجتمع مدني…
عايدة بن كريّم
سياسيون يستعملون ملفّ المرأة للمزايدة ويُبروزون برامجهم الإنتخابية بشعارات ووجوه نسائية “مزيانة”… ومجتمع مدني يشتغل تحت الطلب (الجهات المانحة تفرض المواضيع)… هؤلاء السياسيين والنشطاء لديهم مصالحهم ورهاناتهم والمرأة الريفية ليست سوى ماعون خدمة…
وأفضل تعبير على وضعية “المرأة الريفية” هي تلك المجسمات التي تعترضك في أنهج الحمامات: “حاويات لفضلات” و”نفّاظات لسجائر”… (انظر تدوينة الأمين البوعزيزي).
•••
يروج أن هذه المجسمات التحقيربة للمرأة العاملة/ الريفية موجودة بأنهج الحمامات السياحية:
صندوق زبلة و”صندرية” أعقاب سجائر !!!
متى يكف أڨعار رأس المال عن التقوحيب والنذالة؟!
#واجب_الضغط_لإزالة_هذه_الحقارات
✍️الأمين البوعزيزي.
•••
اعتراضي الأول: على تسمية “مرأة ريفية” لأنّنا نعيش مرحلة ما بعد ثنائية الريفي/الحضري ولم تعد تلك المقاربة تستقيم لتحليل الهيمنة وموازين القوة داخل المجتمعات؛ حيث التقسيم لم يعد بين “ريف” (يُعرّف بنمط عيش محافظ) و”مدينة” (تُعرّف بنمط عيش عصري) ولا بين أنثى/ذكر وإنما بين مركز وهامش… مركز وأطراف. بين أنماط عيش “هجينة” أنتجتها منظومة قيم مبنية على الإثراء السريع والربح الساهل…. وأنماط عيش مهيمنة ومشروعية هيمنتها سلطة المال والسياسة والجغرافيا.
على حدود المركز نبتت أحياء هامشية تسكنها عائلات لا تنتمي إلى الريفي ولا إلى المديني. أنماط عيش يتجاور فيها الميكروأوند والطابونة، وقفص الدجاج والإنترفون، والأريكة والحصير، وتختلط فيها القالة (ثلاث نقاط فوق القاف) بالقالة… وإيجَى هوني بارّاح جاي…
“سكّان” الهوامش يقع استغلالهم أبشع استغلال: دعارة وترويج وتجارة لا-نظامية وتسوّل.
الإستغلال لا يطال فقط “الأنثى” وإنما الذكور والأطفال وحتى الشيوخ.
أغلب نساء الهوامش (الأحياء الطرفية للمدن) تشتغلن معينات منزلية وتشتغلن في حضائر تنظيف محطّات وسائل النقل العمومية… وتشتغلن في المعامل وفي محلاّت بيع الأكلة الخفيفة (تغسل الماعون وتمسح الأرضية)… الخ.
•••
اعتراضي الثاني: ليست المرأة الي حانية ظهرها من الصباح للمغرب في الحقل ولا تلك التي مادة بنعجاتها ولا تلك التي راكبة فلوكتها وماشية تبحّر هي “المرأة” المُهيمن عليها اقتصاديا واجتماعيا… هي تشتغل جنبا إلى جنب مع الرجل وكلاهما يُعاني من نفس الوضعية.
إذن ليست المرأة الريفية هي موضوع للمقاربات “الجندرية”… وتنازع “حقل القوة” ليس بين “ريف” و”مدينة” وإنما بين “هامش” و”مركز” بين رأسمال مُتوحّش وأنماط عمل هجينة أنتجتها الليبرالية والعولمة… بين منظومة قيم فرضتها أجندات منظمات مانحة (التمكين والمساواة وبلا بلا بلا…) ومُجتمع يبحث عن عناصر جديدة يبني هويته. عناصر تتساوق مع التحولات الكبرى التي تعيشها المجتمعات محليا وإقليميا وكونيا.
الريف ليس وصما ولا عنوانا لـ”الفقر” ولا لـ”الذلّ” ولا لـ”الهيمنة الذكورية”… هو فضاء هجره سكّانه بحثا عن “رفاه” تُروّج له وسائل الإعلام… المرأة الريفية المُضطهدة ليست تلك التي تمسّكت بأرضها وماتت دونها وإنما المرأة المضطهدة هي تلك التي انسلخت عن ريفها وهرولت نحو المدينة حيث ينتظرها “بو طلّيس”…
•••
مشهد “المرأة المدينية” وهي تدافع عن استحقاقات “المرأة الريفية” يعكس هيمنة نسوية وليس هيمنة ذكورية.