تدوينات تونسية

بشّار المهزوم

زهير إسماعيل
يحتاج بشار إلى شكون يهزله المورال، وإلى ما به يشعر أنّه موجود. حتّى أنّ أقصر اجتماع مع وفود الشبيحة من التوانسة دام ساعتين !!! الراجل فاضي شغل، ولملء الفراغ منح كل شبيح صورة معه.
الرجل مهزوم، وعلامات هزيمته عديدة نذكر منها أنّه :
– لا يسيطر إلاّ على جزء من الأرض السوريّة.
– قتل وسجن وشرّد شعبه، ولقد حصدت براميله وطائرات الروس ومدافع داعش والجماعات التكفيرية وهاوناتها، وراجمات حزب الله والحشد الشعبي ودبابات قاسم سليمان حوالي مليون سوري وستة ملايين لاجئ.
– سوريا محتلة في جولانها منذ 1967 من قبل الكيان الصهيوني، وأكثر معاني “الممانعة” أنّه منع كل حركة مقاومة تنطلق من الجولان. كنا نقول دائما إنّه نظام لاجئ عند المقاومة، ومن خيبته أنّه اكتشف أنّها “مقاومة وظيفية”… لذلك يقبل بسيطرة من أنقذوه إلى حين. وليس له خيار آخر. وحتى إذا فكّٰر في الاستنجاد بالأمريكان سيكتشف أنّ الروس دخلوا إلى بلده بتواطؤ من الأمريكان أنفسهم.
– سوريا محتلة من قبل الإيرانيين والروس، وهم من يتحكّم بوضع النظام العسكري وبمستقبله السياسي إن كان له مستقبل.
– أكبر المدن والحواضر التاريخية العريقة مثل حلب وحماه وحمص تمّ تدميرها على رؤوس ساكنتها.
وإذا جاز الحديث عن انتصار فهو للغزاة من روس وإيرانيين، حتّى الدواعش انتصروا، ذلك أنّهم يعتبرون إدخال المنطقة في اقتتال شامل انتصارا لنظريتهم في الإرهاب: “إدارة التوحّش” (أبوبكر ناجي)، وإن قُتّلوا جميعا (وهي الوجه الآخر لنظرية المهدي عند الشيعة: بلوغ التوحش يعجّل بظهور المهدي). هؤلاء جميعا انتصروا على الشعب السوري الشهيد.
الدخول إلى سورية سينتهي إلى ورطة للغزاة، وأوّل هذا التورّط اختلاف الروس والإيرانيبن. وقد بدأت معالمه في الموقف من الحلّ السياسي. وسيكون للمنظّمة الأممية دور في الملف السوري، وسيجعل أصحاب المصالح التقليدية في “الشرق الاوسط” من تهمة “جرائم الحرب” الموجهة إلى بشار وقسم من “المعارضة” ورقة ضغط قوية بأيدي أصحاب هذه المصالح.
وحتّى إيران، بمعنى من المعاني يخصّني، لا أراها إلاّ خاسرة، لأنّ حرسها الثوري وجيش قدسها ومقاومتها الوظيفيّة وقاسم سليمانها إنّما انتصروا على المستضعفين من النساء والولدان والرجال الذين سامهم آل الأسد سوء العذاب لعقود. ويوم غادروا استضعافهم السلبي (أية الله العظمى حسين علي منتظري) ليهاجروا نحو الحرية كانت إيران عونا للمجرم عليهم ومنعت سقوطه، كان هذا قبل دخول التكفيريين وجحافل الإرهاب الأسود.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock