وفد إتحاد الشغل وجوه لا ماء فيها ولا حياء
حيدر إبراهيم
آمين عام اتحاد عمال فلسطين
وفد من الإتحاد العام التونسي للشغل في زيارة مساندة للجمهورية العربية السورية… “إي بكّير وصلتو”…
بعد 7 سنوات من عمر الأزمة في سوريا تبدو تلك الزيارة في سياق مصالحات هرعت إليها أطرافا عديدة إقليمية ودولية عبر بوابة دمشق العُمّالية. لكن بالعودة إلى محطات الأزمة منذ إندلاعها سيظهر للمتابع أن تلك الزيارة هي مشهد آخر من مشاهد المناورة والنفاق الذي برع به هؤلاء.
لعمري إنكم أقدر الناس على التقلّب والتلوّن.. أنسيتم أنّهُ منذ سنوات قليلة (2013) كانت تلك الهجمة الشرسة التي قُدتمُوها على الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب (المقر المركزي في دمشق) بحجّة أنّه إتحاد الموالاة. هل تناسيتم تهجمكم على أمين العمال العرب الأستاذ رجب معتوق بأروقة منظمة العمل الدولية وإتّهامكم له بالعمالة للنظام الليبي والنظام السوري ومساندة الدكتاتورية في إشارة واضحة لنظام الأسد يوم إعلانكم عن تأسيس إتحادكم الحرّ (الإتحاد العربي للنقابات) ومحاولات تشويهه والقضايا التي رُفعت ضدّهُ هُنا في تونس. يومها فعلتم ما فعلتم لأن الأوامر الصادرة إليكم من باريس (الإتحاد الدولي للنقابات) ومن السيّدة “شارن بورو” تقضي بالإنقضاض على الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومحاولة تمزيقه بإعتباره خيمة المقاومة النقابية والسدّ الأخير بوجه التطبيع النقابي. فكان إتحادكم الحرّ بتلك الوجوه المُطبّعة مع الهيستدروت الإسرائيلي وعلى رأسهم نائب الرئيس “شاهر سعد” (أما الرئيس فهو حسين العباسي). يومها فعلتم ما فعلتم أيضا لأنه شُبّه لكم كما شُبّه لغيركم أن سوريا الأسد تترنح تحت وطأة المؤامرة وما هي إلا أيّام أو ساعات حتى تتهاوى وتنهار ليُنصّب سادتكم عليها من يرونه أقرب إليهم وأبعد عن شعب سوريا ونهجها المقاوم.
واليوم تفعلون ما تفعلون لنفس ذات الأسباب ولكن بعد أن إنقلب السحر على الساحر وبعد أن صدرت فتوى باريس وأذّن مؤذّن “ماكرون” ليُعلن كرها بأن لا مناص من بقاء الرئيس الأسد وأن فرنسا لم تعُد معنية بذهابه. هأنتم تستحثون الخُطى لتكونوا بخدمة أجندات ساداتكم كالعادة. إن الجمهورية العربية السورية اليوم وهي تتعافى وتُرمم جراحها بفضل جيشها وشعبها وحلفائها سترحب بكم كما يفعل كل كريم وستبتسم في وجوهكم كما يفعل كل حليم، وستقول لكم كما قالت لغيركم “إذهبوا فأنتم الطُلقاء” وستصفح الصفح الجميل.
لكنّ “جمال القادري” والذي سيكون في إستقبالكم بهدوئه وتهذيبه المعتاد وسيستمع لخُطبكم عن مساندة سوريا وشعبها ونصرة قضايا الأمة. لا شكّ أن سؤالا بعينه سيظّل يُلّح عليه: “من أي طين الأرض جُبلت هذه الوجوه التّي لا ماء فيها ولا حياء” ؟؟ !!