Site icon تدوينات

سرقة الانتصارات.. أصوات صمتت عن نصرة الأقصى وتحركت ليلة الانتصار

أبو يعرب المرزوقي

أبو يعرب المرزوقي

غزة – توفيق حميد
ما إن أعلن الاحتلال الاسرائيلي تراجعه عن اجراءاته في المسجد الاقصى المبارك حتى توالت بيانات نسب الانتصار لدول عربية، فالأصوات التي صمتت طيلة 14 يوم من اغلاق المسجد ورابط المقدسيين تحركت ليلة الانتصار لتعلن أن اتصالاتها هي من فتحت البوابات.
وقالت صحيفة الرياض السعودية الجمعة، إن المسجد الأقصى في قلب الملك سلمان بن عبد العزيز، مضيفة إن الملك وضع كل ثقل السعودية الدولي من أجل إنهاء الإجراء التعسفي وإلغاء القيود المفروضة على دخول المسجد الأقصى المبارك.
وأوضحت الصحيفة في مقال لها أن “الملك سلمان أجرى اتصالات على أرفع المستويات بالعديد من زعماء دول العالم وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة وتكللت بالنجاح وبالشكل الذي يعيد الاستقرار والطمأنينة للمصلين والحفاظ على كرامتهم وأمنهم”.
وأشارت إلى أن “قيادة المملكة دائما ما تلقي بثقلها كاملا بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية من أجل إنهاء القضية الأقدم في التاريخ الحديث، فهي في كل تلك المحافل وكل اللقاءات والمحادثات التي تكون طرفا فيها، تكون القضية الفلسطينية حاضرة بكل تفاصيلها”.
وأكد الكاتب الصحفي الكويتي عيد الفضلي، أن المرابطون في المسجد الاقصى هم من حققوا الانتصار وأجبروا الاحتلال على التراجع وإعادة فتح الاقصى، مبيناً أن بعض الجهات العربية روجت لأن البوابات فتحت جميعها وهم عاري عن الصحة ويدلل على كذب تدخلهم لنصرة المسجد.
وأضاف الفضلي، أن “النصر له أب واحد هم المرابطون وما يصدر من بيانات نسب الانتصار هو عاري عن الصحة”، متسائلاً “اذا كانت هناك عوامل ضغط فأين تلك الضغوط من التهويد المستمر لمدينة القدس وهدم البيوت وبناء المستوطنات وتغيير معالمها ؟”.
وأوضح أن نسب النصر هو محاولة للاستمرار في مشروع الشرق الأوسط الجديد وإدخال “اسرائيل” ضمن منظومة الشرق الاوسط والتطبيع معها، مشيراً إلى أن زمن البيانات والاستنكار ولى وأصبح الأن زمن التواطؤ على القضية الفلسطينية والتقاء المصالح مع الاحتلال.
وأكد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى أن المقدسيين والفلسطينيين عموما هم من حققوا الانتصار بإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى للمصلين.
وفي إشارة إلى تبنى هذا الانتصار من بعض الزعماء العرب، تساءل متعجبا “غريب أن بعضهم تبني الانتصار بعد حدوثه بينما الذي صنع الانتصار هو شعبنا الفلسطيني، وهم أهل بيت المقدس الذين تضامنوا وترابطوا وتكاتفوا وقرروا أن يؤدوا ما عليهم من واجبات لمدينتهم وللمسجد الأقصى استجابة لنداء المرجعيات الدينية”.
أما المحلل السياسي التونسي أبو يعرب المرزوقي، فشدد على أن أحداث المسجد الأقصى أوضحت كذبة دعم الدول العربية لفلسطين والاعتماد عليها في نصر الأقصى، مبيناً أن الفلسطينيين يعتمدون على أنفسهم في المقاومة.
وأضاف أن الأنظمة العربية اليوم عاجزة عن حماية ماء وجهها وعن اصدار بيانات استنكار وشجب، لافتاً إلى أنه لا يوجد لأي نظام عربي قدرة على الضغط على “اسرائيل” وخطابات الجهات العربية استعطاف.
وشدد المرزوقي على أن من يحتمي بالولايات المتحدة لا يمكن ان يضغط على الاحتلال، مشيراً إلى “الدول العربية تخشى من أن تسبب أزمة الاقصى تحرك الشعوب وإفشال مسار التطبيع مع اسرائيل”.
وأوضح أن التراجع الاسرائيلي هو تهدئة للوضع حتى يصبح المناخ مهيأ لتمرير صفقة التطبيع والقضاء على الربيع العربي.
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي عمير ربابورت، إن أحداث المسجد الأقصى خلال الأسبوعين الماضيين تطلب تشكيل لجنة تحقيق رسمية.
وأضاف ربابورت في مقال نشره موقع “أن آر جي” العبري، أن أخطر تطور حصل في أزمة الأقصى هو ظهور السيناريو المرعب المتمثل بالحرب الدينية عقب تزايد المخاوف من أن “إسرائيل” بصدد تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، موضحاً إن الوضع الأمني يشير إلى أن الأسبوع القادم سيكون ساخنا جدا عقب القرارات الضعيفة التي اتخذتها الحكومة.
وتابع “هذا الوضع يطرح علامات استفهام حول مدى قدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع مثل هذه المستجدات الحرجة”، مبيناً أن قرار وضع البوابات الإلكترونية بمداخل الأقصى كان خاطئا منذ البداية، لأنه لم يتم توقع اندلاع هذه الموجة من الاحتجاجات.

وكالة شهاب للأنباء

Exit mobile version