سامي براهم
غريب أمر العديد من الرّجال في تفاعلهم مع قانون القضاء على العنف ضدّ النّساء، عوض أن يكون النّقاش في اتّجاه استنكار العنف واستبشاعه سواء كان تحرّشا أو عنفا ماديّا، يضع المناقشون أنفسهم في موقع المُعَنِّف ويطرحون مختلف الوضعيّات التي تشكّل إحراجا في تطبيق القانون.
يعني هم لا يستبعدون إمكانيّة أن يكونوا من المتحرّشين أو المعنّفين، بل يبنون حجاجهم ضدّ القانون على تلك الفرضيّة ولو بمنطق صوري.
كما يضعون القانون في مواجهة استمرار الأسرة لو التجأت المعنَّفَة إلى القانون ولا ينظرون لاستمرارها مع وجود العنف، يجب أن تبقى المُعنَّفَة “حاملة داءها في ردائها” كما يُقال حتّى تستمرّ الأسرة، استمرار على حساب كرامة أحد أفراد الأسرة وأمنه النفسي وحرمته الجسديّة.
منطق مهتزّ يزداد طينُه بِلّة ً عندما يستحضر التّأويل الدّيني لآية ضرب النّاشز، وفي ذلك حديث يطول.