المرزوقي والتعاطي مع الهجوم على السفارة الأميركية

الأمين البوعزيزي
لما استعمت إلى المعطيات التي أوردها المرزوقي رئيس تونس زمن المجلس التأسيسي حول كيفيات التعاطي مع الهجوم على السفارة الأميركية؛ غلا الدم في عروقي عجبا من وضع التمرد الذي كانت عليه أجهزة الدولة العميقة زمن حكم الترويكا.
ولما قرأت ما ورد على لسان وزير الدفاع زمنذاك كون القائد الأعلى للقوات المسلحة طلب منه السماح للمارينز باستباحة المجال السيادي وأنه رفض ذلك حفاظا على سيادة خانها المرزوقي كدت أصاب بالجلطة جراء ما صنعه المرزوقي في حق تونس؛ ولو لا تشبعي بأبجديات التعاطي مع شهادات الخصوم في حق بعضهم. كدت أقول على نفسها جنت براقش يا مرزوقي…
كظمت غيضا كاد يجلطني إنتظارا لتوضيح أو تعقيب مضاد.
وجاء التوضيح من النائب عماد الدائمي مدير ديوان الرئاسة زمنذاك؛ مسفّها الأزلام وبالدليل القاطع، يقول:
“كنت مع الرئيس المرزوقي عندما اتصلت به هيلاري كلينتون في حدود السادسة وكانت في حالة كبيرة من الارتباك وطمأنها بأن الامن الرئاسي بصدد التدخل وان الامور ستتجه الى الحل. وطلبت منه ارسال فيلق للتدخل ورفض ذلك مؤكدا أن الامن الرئاسي سيؤمن السفارة والسفير ولا حاجة لأي دعم خارجي..
قرابة العاشرة مساء اتصل بي الوزير عبد الكريم الزبيدي واعلمني بأن هناك طلب لوصول طائرتي شحن أمريكيتين قادمتين من ألمانيا وطلب مني ارسال فاكس من الرئاسة يسمح بنزولهما. استغربت سلوك الوزير نظرا لأنها المرة الاولى التي يطلب فيها مثل هذا الطلب، وفهمت ان الموضوع غير عادي. دعوت المستشار العسكري العميد الوشتاتي وكلفته بالتقصي في الموضوع. وأعلمنا الرئيس الذي حرص بشدة على التثبت من ألا تكون العملية لانزال قوات كومندوس والحال أنه أبلغ كلينتون بالرفض القاطع للطلب. عاودت الاتصال بالزبيدي وطلبت منه تفاصيل الرحلتين وشحنة الطائرتين. أعلمنا رسميا أن الطائرات تضمان 16 عون لحراسة السفارة من الداخل لتعويض الاعوان المصابين والمصدومين وتعزيز الحماية. كما تضمان عددا من السيارات لصالح السفير وطاقمه بعد احتراق اغلب سيارات السفارة. وعلى أساس معطيات الوزير أرسلت اليه فاكس قلت فيه أن مصالح رئاسة الجمهورية، بناء على طلب وزارة الدفاع، لا ترى مانعا في الاذن للطائرتين بالنزول، على ان يتم القيام بكل الاجراءات المعهودة.. واتصل الوزير مجددا ليطلب الغاء جملة “بناء على طلب وزارة الدفاع” وأصررت على ان تبقى نظرا لأن الطلب جاء من الوزارة فعلا. وتم الامر كذلك”. تعقيب المناضل عماد الدائمي (رابط التعقيب كاملا).
كثيرا ما كنت أقرأ الهجوم على المرزوقي تصيّدا من خصومه لأخطائه الكثيرة لتسجيل نقاط سياسية لحسابهم على حسابه… لكني أصبحت أقرأ الأمور بشكل أعمق بكثير كثير من ذلك…
إنها حرب مفتوحة وشيطنة مطلقة لانتفاضة شعبية زلزلت عروشهم ودفعت بـ “أبناء القبائل / أبناء تونس غير النافعة” (كما علمهم سادتهم) إلى سدة الحكم الشكلي. فكان التمرد الشامل حيث كنا نرى منظمة رجال رأس المال تنظم إضرابات العمال!!
وشهدنا النقابيون اليساريون جدااا ينقّبون عُمَد السابع الفاشي جنبا إلى جنب مع العمال نكاية في نتائج محفل أكتوبري رتّبه ونظّر له رفاقهم!!
وشهدنا تحريض فرنسا على العودة لاحتلال تونس على ألسنة المشوهات أنوثة وديمقراطية الشّبه شِبه!!!
المؤكد أن هذا التمرد ضد الترويكا كان سيحصل بشكل أشرس لو آلت نتائج صناديق الخديعة الأكتوبرية إلى حمة الهمامي ولد سليانة أو إلى حمة البراهمي ولد سيدي بوزيد… بل قل حتى لو آلت الأمور إلى ڨعبوطهم الهاشمي الحامدي… ولكانت الصرخات: “أنقذوا تونس من طاعون الشيوعية” أو “طاعون القذافية” كما تهذي أجهزتهم الدعائية. مواصلة لما نفذوه ذات يوم من هولوكوست الحياة السياسية والنقابية والثقافية والطلابية تحت شعار “أنقذوا تونس من الخمينية والخوانجية” !!!
هي نفس العصابة التي هبت يوما تحرض فرنسا على إحتلال تونس إنتقاما من انتفاضة القبائل المستباحة بقيادة علي بن غذاهم في ستينيات القرن التاسع عشر!!!
كل ما يجري مفهوم..
وحده اللي موش مفهوم أنو شيوعي أي “ڨُعر” في عيون عصابة أحفاد الغلمان يشتغل قاطع طريق في وجه بني عمومته المضطهدين مثله!!!
واللّي موش مفهوم أيضا أن برشة طحانة بقناع ثورجي جدااا سيرون في كلامي هذا دفاعا عن المرزوقي!!!
لو لم يشتغل الشيوعي قاطع طريق في خدمة أحفاد البايات ما استيقضت ذاكرة القبائل المذلولة نصرة للمرزوقي المُفرد إفراد البعير المعبّد. إنكم من تصنعون حوله متعاطفين يا مڨملين!!!
كفوا عن جريمة قطع الطريق… كفوا عن دور التيّاس وسيكون مذلولو القرون الطويلة جنودا تحت قيادتكم؛ إنهم يرون ما لا ترون!!!
عندما يكف الشيوعي أن يكون تيّاسا قاطع طريق؛ سينقرض المرزوقي حتما؛ (وحتى ذلك الحين؛ سيظل المرزوقي طرفا رئيسا في معادلة بايات “بلاك ووتر” وقبائل مذلولة تنتفض..).
ترى هل يكفّون؟؟؟

Exit mobile version