القدس والمقادسة المرابطون والمرابطات
فهد شاهين
المرابطون والمرابطات والأحياء اللغوي…
عندما أطلق الشيخ رائد صلاح في العام 1996م مبادرة الرباط في ساحات المسجد الأقصى… كانت كلمات (مرابط… مرابطين.. مرابطات) متوارية عن الاعلام الشفهي والكتابي بل إن الإعلام التابع للحركة الإسلامية نفسه.. كان يستخدم هذه الكلمه على استحياء…
الآن كلمة انعكست الصورة فكلمات (مرابطين ومرابطات) تملأ الإعلام الفضائي المحلي والدولي… والكملة تترجم للغات اجنبية عديدة… بل إن الكلمة قد تم توسيعها لتشمل وصف حال كل سكان القدس.. هكذا نلاحظ أن الكلمات واللغات الحية لا تتطور من على شفاه شاعر ولهان أو قاص عاشق… بل إن اللغات تتطور كنتيجة دراماتيكية لفعل سواعد أبنائها وبناتها على ارض الواقع في فعل حيوي يحشد الامة ويجمعها وتجمع عليه.. وهل هناك من فعل أبلغ مما فعله اسود القدس المرابطين والمرابطات…
معركة القدس استراتيجيا… حتى نفهم ماذا حدث هذا اليوم وأهمية وحجم الصمود المقدسي خلال هذين الأسبوعين… لابد لنا من عودة للعام 1924م.. حيث هذا العام هو بداية الاستهداف الصهيوني بغطاء بريطاني للوجود العربي في القدس.. فمن ذلك التاريخ… بدأت فكرة أقامة قدس يهودية بأكبر عدد ممكن من اليهود وبأقل عدد ممكن من العرب… فمخطط بلديات القدس أيضا في أعوام 1948 ومن ثم 1967 وحتى اليوم كانت تهدف وتستهدف توسيع القدس وضم الأحياء والمستوطنات اليهودية والتضييق على المقادسة عبر سن عشرات التشريعات التي تضيق عليهم السكن والإقامة وصولا لقدس 2020 التي تحوي 20% من العرب فقط… اليوم رسميا فشل هذا المخطط الذي وضع لبناته الأولى شارون في العام 1983م.. حيث كان يعني تقليل عدد السكان المقادسة مرادفا لعدم قدرتهم على الصمود في القدس.. مما يسهل على الدولة الصهيونية وبالتالي السيطرة على المسجد الأقصى وهذه السيطرة هي درة تاج المشروع الصهيوني وهو ما فشل اليوم…
المقادسة وكتابة فصول من التاريخ…
لا ابالغ أن قلت لكم ان كتابة من نوع آخر للتاريخ قد كتبت هذه الأيام.. تختلف عن فصول التاريخ تامة… فهنا سيحتار التاريخ.. في أي فصل سيكتب هذا الفصل المقدسي… هل هو دفاع ديني عن بيت مقدس… أم أنه حركه وطنية شعبية بافق ديني… هل هو عمل سياسي وطني محلي بإبعاد عربية ودولية… أم أنها مدينة تقاتل لوحدها… هل هي أمة اختزلت بمدينة… أم مدينة تستمد القوة من أمة عريضة… هل هي أدوات رباط وصمود حديثة… ام هي أحجار قديمة مازالت تبث صيحات التكبير والتهليل.. وهل هي أرض أغلى من النفس.. أم هي قطعة من سماء قد هبطت على الارض… هل هي دماء أحياء لم تتلوث… ام انها شرايين دماء تجدد من أزل التاريخ… اهي حمائم لا تكل من الصلاة… أم هي صلاه تقام ما دامت العصافير تغرد على الأشجار… أهي مدينة تقاتل زحف ملايين الغرباء.. أم أنهم ملايين الغرباء قادهم سفهاء القوة إلى حتفهم حيث الموت الزؤام..