شهادة على العصر أم وشاية بأسرار القصر ؟
فوزي الطلحاوي
ما الذي دفع بالدكتور المرزوقي إلى أن يرقص “رقصة الديك المذبوح” ؟ وما الذي دفع بالجنرال رشيد عمار إلى أن يرقص “رقصة البطريق” ؟ لعلّها ثمالة المرحلة وترنّح أوضاعها ؟ من يستطيع أن يوقف نزيف الدحرجة “السيزيفيّة” التي تدحرجها الدكتور المرزوقي ؟؟؟ أ يقدر حزبه أن يكبح جماح تصريحاته وطعناته التي نالت الدولة قبل الفاعلين السياسيين والأصدقاء قبل الخصوم ؟
سيّدي الرّئيس لمَ لا تعترفون أنّكم نفسكم من أخطأ وخطّأ ؟ لقد أدمتنا لكماتهم، ولم نتوقّع يوما أن تنالنا ضرباتكم، لقد أهديتم مناوئيكم كلّ المثالب التي وسموكم بها، قالوا: “إنّكم لستم رجل دولة” وأزعم أنّكم كدتم تؤكّدون ذلك، وقال عنكم المدعو الطاهر بن حسين: “إنّكم عنيد نرجسيّ” ولعلّكم لم تتباطؤوا في إثبات ذلك، لقد برهنتم أنّكم ضعاف في التواصل الإعلاميّ وأنّكم لا تحسنون التعامل مع مكائد الإعلاميين المحترفين حرفيّة أحمد منصور الذي سرعان ما حملكم إلى زاوية مرماه ودهاء مبتغاه ! هل قدركم أن تحاربوا طواحين الهواء وأن تصنعوا الأعداء بدل تكبير دائرة الأصدقاء ؟ لقد أهديتموهم بلا مقابل ما يريدون: إذ قالوا: إنّ دكتوركم لا يُؤمنُ جانبه ولا يؤتمن على سرّ ناهيك عن أسرار في حجم أسرار الدولة… وكاد المريب يقول: خذوني. لقد برهنتم لأصدقاء الأمس وخاصّة لرئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي ولقيادات الحركة صواب رأيه عندما صرّح وقتها بأنّه يفضّل السبسي رئيسا على الدكتور المرزوقي، وبأنّ إدارة الاتّفاق أيسر من إدارة الاختلاف، وتبيّن سداد نظر الشيخ “التّكتاك”، فما الذي دهاكم ؟؟؟ أتتهمون الكلّ وتخوّنون الجُلّ وتبرّئون أنفسكم ؟؟؟ يا لها من قسمة ضيزى !
سيّدي الرّئيس، لن نشكّ للحظة في صدق نواياكم، ولن نتطاول على مقامكم كما لن نقبل دروسا من أحد الملتحقين حديثا “بحلبة النّضال السياسيّ”، ولكنّي أقول: ليتها تكون الأخيرة، حفظا لمقام أوّل رئيس منتخب شرعيّ من تونس الأعماق، وأرجو ألا تكون الأخيرة.
سيّدي الرّئيس كنّا نمنّي النّفس أن تقيّموا تجربتكم في الحكم تقييما هادئا رصينا وأن تحتفظوا بنتائجه إلى حين يحينُ حيْنُه، ولكنّكم استعجلتم قطافه، فما تظنّون أنّكم قاطفون ؟ لعلكم ظهرتم كالمحاول مسك الماء من بين فروج الأصابع وما هو بماسك به !
لقد أسأتم لموقعكم، وأثبتت شهادتكم أنّكم لم تنجحوا في التواصل مع نظرائكم ومنظوريكم، وعوض المطالبة برلمانيّا وقضائيّا بفتح تحقيق إداريّ وقضائيّ في الأخطاء الجسيمة المرافقة لأحداث السفارة الأمريكيّة وجنازة المرحوم شكري بالعيد وما حفّ بها من مؤامرات ومساس باستقلالية المؤسّسة العسكريّة وجمهوريتها وحيادها رحتم تفشون أسرار الدولة على الملإ ممّا أثار دهشة الأصدقاء قبل الخصوم.
سيّدي الرّئيس، لم أرد أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، ولكنّكم أثخنتم فينا وفي جراح ثورتنا المترنّحة ترنّح “أياديكم وأيادي الترويكا المرتعشة” وقتها، فهل رضيتم الآن بالثمن الباهظ الذي نحن بصدد دفعه ؟