جمعية البنيان المرصوص تحتفل بعيد الجمهورية على طريقتها..

فاطمة كمون

جمعية خيرية حولت حلمها لعمل الخير لمشاريع تنموية…
كان حلما انبثق عن صدفة… زيارة بعض اعضاء جمعية البنيان قبل نشأتها لمنطقة سيدي محمد من ولاية جندوبة في اطار مد تعاوني بعد ان غطت الثلوج المنطقة وشلت حركتها تحول لمشروع لم يحلم به حتى الاهالي… وأسسوا الجمعية التي كانت بوابة عطاء لا ينضب..

عائلات متفرقة اجتمعت قبل الثورة لتهاجر للجزائر علها تشعر بمواطنتها عاد اليها بعض ابنائها النازجين بعد انجازات الجمعية… كان حلما هكذا يتحدث كل اعضاء الجمعية… جمعية صغيرة في تاريخها كبيرة في عطائها…
ترميم مدرسة، مد طريق معبد، ربط القرية بطبرقة وهو اهم انجازات الجمعية حسب ما كانوا يعتقدون… ثم بناء مستوصف ودار شباب ليطالب شيوخ المنطقة بحقهم في التبرعات بانجاز مسجد يعلو فيه صوت الآذان فكان ما ارادوا…
لم تنقطع زيارة اعضاء الجمعية بعد ان اتموا ما وعدوا به الا انهم لاحظوا ان هناك تعطيلات والسبب الماء… منطقة لا تبعد عن ترعة ماء وسد عملاق وتفتقد للماء الصالح للشراب… صعوبة يومية تعاني منها نساء القرية ونفور الشباب من مسقط رأسهم يتلخص في ازمة الماء…
فنشأ لدى اعضاء الجمعية حلما او هدفا جديدا وهو حفر بئر ماء…
اصبح محور الحديث في الإجتماعات بئر الماء… وكل التفاصيل معلقة في قربة الماء… والأيادي معلقة على جرار الماء… وعم شكري لا حديث لديه الا البئر ولا انجاز يعنيه الا حفر البئر… والبئر يتطلب دراسة ورأس مال.. بالنسبة لعم شكري اعزموا وتوكلوا وكله سيحل.. ضحك البعض وحلم آخر واستصعب من يقوم بالدراسة بالعقل المنطق الأمر، ولكن المشروع اصبح هدفا خاصة بعد ان تبرع احد الأهالي بقطعة ارض لحفر البئر… قالوا لهم ستة آلاف دينار تحقق المرجو وبعد بداية الحفر اصبح الحديث عن ستة عشر الف دينار ليتجاوز بعد ذلك العشرين… حلم الجمعية اصبح حلم الأهالي ومن آمن بالفكرة ممن قدم الدعم…
وتم المشروع لتحتفل جمعية البنيان المرصوص في 25 جويلية 2017 بتدشين البئر وهو يتدفق هادرا “وجعلنا من الماء كل شيء حي” فرحة الآهالي ورقصهم وضحك الأطفال وتكبير الحضور ادمع العيون فاختلط رذاذ الماء بدمع الفرحة في انتظار ان نأكل من غلال وخضر المنطقة، لتقول لنا جمعية البنيان المرصوص بمبادرتها “لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله..”.

Exit mobile version