سمير ساسي
أنا لا اجد عذرا لمن يساند مجرما ضد شعبه مهما قدم من اعذار وتبريرات لكني قد أفهم دوافعه فقد يكون ممن يأكل طعامه من مائدة المجرم ولأنه عبد لبطنه وشهوته فلا يستطيع الانفكاك من الدسم على سمه، وقد يكون فاسدا ورطه المجرم في أمر يخشى انكشافه وقد يكون اعمى ايديولوجيا فيرى قتل الأبرياء ممانعة واستعدادا لقتل العدو وقد يكون ضالا أضاع بوصلة الطريق فرأى دمشق هي القدس وأطفالها صهاينة وقد يكون…
لكن ما لا اقبل له عذرا ولا أتفهم موقفه هو من يدعي أنه مناضل حقوقي فهذا وهؤلاء لا عذر لهم ولا مبرر لأنهم ببساطة ملتزمون بما قالوا انها مرجعية حقوق الانسان الكونية وهي التي تلزم من آمن بها والتزمها أن يندد بكل الجرائم ضد الانسانية حتى وان ارتكبها أبوه، لذلك لم أجد كيف افهم موقف رابطة حقوق الانسان في بلادنا وهي التي تطالب بعودة العلاقات معه ولا تندد بجرائمه أين هي مثلا من هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية هل هم جميعا في خانة واحدة ومرجعية مشتركة (بصرف النظر عن موقفنا من هذه المنظمات في بعض تقاريرها لكننا نتحدث هنا عن مبدأ).
تاريخ الرابطة لم يكن حقوقيا صرفا فقد تخندقت في كل المعارك الأخلاقية الكبرى التي شهدها الوطن إلى جانب الاستبداد إلا ما شذ منها وكان لصالح أفراد القبيلة لذلك ليس عجبا أن تطلب ود مجرم جزار وأن تسكت عن زيارة وفد اتحاد الشغل الى حيث يقتل الأطفال تبا كم هو مقرف عمى الايديولوجيا.