معركة أنوال المعركة العظمى المنسيّة
منير إبراهيم تايه
في مثل هذا اليوم، 22 تموز 1921، كان مجاهدو الريف المغربي، بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي، يبيدون الجيوش الإسبانية في معركة أنوال.
3 آلاف مقاتل ريفي انقضّوا على 25 ألف جندي إسباني، لتسفر المعركة عن حوالي 17 الف قتيل إسباني واستشهاد 750 مقاتل ريفي في ملحمة استمرت 18 يوما..
واتحدت بعدها الجيوش الفرنسية والإسبانية لتبيد الريف المغربي بالأسلحة الكيماوية في أول استخدام مكثف لها في التاريخ.
تعتبر معركة أنوال المواجهة الأكبر عبر التاريخ ما بين الجيوش الاستعمارية الأوروبية وأهل البلاد المُستعمٓرين، وشكّلت الهزيمة الكاسحة للغزاة رافعة لكل حركات التحرر الوطني في العالم.
معركة أنوال، التي يطلق عليها المؤرخون العسكريون، المعركة العظمى المنسية، شكّلت النموذج الأول في التاريخ الحديث لنجاعة حرب العصابات، وحروب القلة، عدداً وعتاداً، في مواجهة الكثرة. وتحصل بعدها مولانا عبد الكريم الخطابي على لقب مؤسس حرب العصابات ومعلمها الأول.
في صراعنا الحالي مع العدو الصهيوني حول المسجد الأقصى والقدس، نستلهم فلسفة الخطابي النضالية، والتي في قلبها مقولة: إن كل الصراعات، بغض النظر عن صورتها وموازين القوى، هي صراعات بين إرادات، وأن لكل قوي نقطة ضعف مهما حاول إظهار صورة القوة التي لا تقهر.