الجمعة 9 مايو 2025

تدمير الشعوب.. الإستفراد بالأنظمة.. تنفيذ الأجندات..

بلغيث عون
كانت قناعتنا أن سبيل التحرير من الحيف الإجتماعي والسياسي ومن الإستعمار يمر عبر الشعوب. لا جيش نظامي ولا هيئة رسمية قادرة على تحرير فلسطين بل المقاومة الشعبية (السبب واضح: كل ما هو رسمي فريسة للقصف ومكبل بالمواثيق الدولية التي يملك نتيجتها الأقوى)؛ العدو اللدود للفقر والإستبداد والاستعمار هو الشعوب لا الانظمة حتى أشدها فيهقة بالثورية. أكد التاريخ ذلك: ما فعله حزب الله ثم حماس والمقاومة الفلسطينية مما لم يستطعه أي نظام رسمي.
كانت الثورات فرصتنا لتحقيق هذا الحلم الذي راودنا طويلا. لكن سرعان ما بدأت الحرب المضادة على الثورة وكان العنوان واضحا: لا يمكن للنظام العالمي أن يقبل بدور للشعوب في التاريخ ولا يمكن الحوار مع الشعوب؛ يجب إعادة السلطة لكل ما هو رسمي ونظامي قابل للسيطرة عليه. أدى المهمة بأمانة النظام القديم في تونس ومصر وأداها حفتر-الامارات في ليبيا وادتها ايران وروسيا بغطاء البعث الميت سريريا. إستجاب كل هؤلاء العملاء والدراويش والطائفيون لنداء النظام العالمي عدو الشعوب ولبوا مطلبه بعودة الحوار الرسمي-الرسمي.
اليوم تبدو الشعوب في اضعف حالة فكريا ونفسيا واستعدادا ماديا وفي يأس متزايد من جدوى الفعل الشعبي والحال ان ثورات واسعة قد وئدت بكل الوسائل الوسخة فهي مؤامرة وهي ارهاب وهي شعبوية وهي فوضى..
الآن وقد دمرتم الشعوب وأمل الثورة الشعبية والمقاومة الشعبية وعدتم إلى حضن الرسمية الدولية، أرونا ايها الشاطرون ماذا ستفعلون من موقع النظام الرسمي العربي العميل والرسمي البعثي الذي يعاد تشكيله بحسب حاجة اسرائيل وامريكا وروسيا والرسمي الايراني الذي ينفذ لهم كل مطالبهم على الارض بلا خسارة امريكية ولا روسية دون ان يوقع على اتفاق أمن إسرائيل في الجولان ولا غيره وكأنه العدم… ماذا ستفعلون من موقعكم الرسمي وقد خالفتم مبادئ دافعنا عنها معا طويلا، مبدا المقاومة الشعبية والفعل الشعبي والثورة الشعبية؟
حققتم لامريكا واخواتها كل امانيهم: الاستفراد بالانظمة الرسمية الواقعة في شراك النظام الرسمي العالمي المشتغل لحساب اسرائيل بعد ان اخمدتم بنادق الشعوب “الارهابية”.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

ديمقراطية مريضة قابلة للمداواة

بلغيث عون  نتائج الإنتخابات خليط عجيب من الإنتصارات والهزائم، ولا أرى ما يراه كثير من …

في ذكرى مجزرة الكيمياوي بالغوطة…

بلغيث عون  تذكرت أني أخشى الأفكار أكثر مما أخشى الوقائع تماما كما أسعد لميلاد فكرة …

اترك تعليق