سمعت أن اتّفاقاً أبرم لحل الإشتباكات…
أسامة الحاج حسن
احتاج أمين الحافظ “أبو عبدو الجحش” رئيس سوريا الصوري ومطية الأقليّات احتاج يوماً إلى قرض، وهو رغم عنجهيته وعنتريته ونزقه لم يكن فاسداً إلى درجة فساد حكّام اليوم..
استدان الرجل من تاجر حلبيّ مبلغاً ليس بالقليل وأصرّ على كتابة سند أمانة للرجل ووقّع عليه ومهره بختم رئاسة الجمهورية…
مرّت أشهر قبل أن يحتاج أبو عبدو مبلغاً آخر، اتصل بصديقه الحلبي طالباً لقاءه، استبشر الأخير فرحاً ظنّاً منه أن مبلغه السابق سيستردّ..
في مكتب الرئيس طلب أبو عبدو من التاجر مبلغاً جديداً، فتردّد الأخير بالقبول وتجرّأ مذكّراً إيّاه بالقرض السابق وواضعاً على طاولته سند الأمانة..
استشاط حبيبنا أبو عبدو غضباً وأزبد وأرعد وراح يشتم صاحبنا والرأسماليّة والإمبرياليّة ثم كوّر السند وقذف به إلى حلق التاجر المسكين وأنهى الملحمة بطرده..
ما هي إلا أيّام معدودة حتّى اتصل مرّة أخرى بالتاجر وطيّب خاطره وواعده مجدّداً..
في مكتبه وبعد تناول القهوة والحديث القريب للنجوى طلب أبو عبدو الجحش قرضاً جديداً من صاحبنا، مصرّاً من جديد على كتابة سند أمانة..
أخرج التاجر المال من جيبه الداخلي وأخرج معه قطعة “قمر الدين” قائلا :
“سيدي اكتب عليها بخاف طالبك تقوم تدحشها بحلقي، بلكي تنبلع معي”.
القصة قد لا تكون حقيقيّة وقد استمعت إليها مشافهة من جدّ صديق توفي قبل عشرين عاماً لكنّني لا أعلم لم استذكرتها بعد أن سمعت أن اتّفاقاً أبرم لحل الاشتباكات…