في زيارتي الأخيرة لتطاوين زارني الأخوان الحبيبان الدكتور سعيد الشبلي وعبد الوهاب الثابتي.
تحدثنا عن محنة السجن. جربت السجن سابقا لكني لم أشعر عندما غادرته بالظلم أو المرارة بل اعتبرته نتيجة طبيعية لمقارعة نظام ظالم.
عند سعيد وعبد الوهاب أحسست بمرارة ما بعد السجن. كيف لمن شارك في زلزلة عرش الإستبداد أن يسجن ظلما وبهتانا في ظل عدالة ما بعد الثورة.
هاتفت بعد ذلك عبد الوهاب يوم عرض القضية في دورها الإستئنافي في ماي الماضي أخبرني وهو يحمد الله على تأجيلها لشهر سبتمبر. أحسست وكأنه يريد أن يقول مازال أمامي أربعة أشهر حرية.
الآن وبعد إيقاف “المزور الشرعي” الدكتور سمير معتوق بتهمة التدليس وهو الذي رمى بسعيد وإخوانه في السجن لسنوات طوال ظلما، نحن أمام المشهد الأخير من أكبر ظلامة حدثت بعد الثورة.
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾. [إبراهيم].
