السبت 28 يونيو 2025

والي نابل يعمل في الإثارة

شكري الجلاصي
في الغالب ما يسمى “بالحملات” التي يطلقها بين الفينة والأخرى بعض المسؤولين السوبرمان المصاحبة بالكاميرات والإذاعات وإستعمال مفردات التبهبير والتشبريش والتهكّم على الناس حتى وإن كانوا في وضعيات متجاوزة للقانون، هي تركة عقلية نوفمبرية ركيكة لا تدلّ حقيقة أنّ ذلك المسؤول يقوم بدوره المناط بعهدته على أحسن ما يرام وإنّما هي للظهور والتسويق الإعلامي لشخصه لا غير وإظهار الأنا النرجسية المغلفة بموروث الملهم والبطل والمغوار التي تجد صداها في عمق ثقافتنا الشرقية وتدغدغ عواطف السطحيين والتافهين. 
المسؤول الذي يريد مكافحة ظاهرة ما يضع لذلك خطة عمل وإستراتيجية وبيداغوجيا ويضع أهداف مرحلية ويبدأ بالتنفيذ بعيد عن الضوضاء، ثم لمّا ينتهي من المهمة بنجاح طوبى له ليتواصل مع الإعلام والرأي العام لإعلان النتائج.
مثال توة والي نابل لي كل مرة يعمل في الإثارة، يعني اليوم بعد أسابيع من بداية العطلة الصيفية فاق لي فمّا على الشطوط من يكتري للمصطافين البارسولات ؟
لماذا لم يضع خطة قبل أشهر من بداية العطلة الصيفية لمواجهة تلك الظاهرة وإيجاد الحلول الجذرية والدائمة بصفة نهائية، بتخطيط وتنبيه وإعلام مسبق وخاصة وضع مراقبة على عين المكان وذلك بالتنسيق مع البلدية وقوات الأمن ؟
هل فكّر في حلول بديلة للمصطافين ؟
لماذا يترك الفنادق تحتل حافة الشواطئ وتضع مظلات وباراسولات وغيره وتمنع المواطنين النفاذ هناك ؟
ويبقى أهم شيء في كل هذا هو الإحترام لكرامة الناس ولغة التخاطب وبرودة الأعصاب وأن يعلم أيضا كل مسؤول تنفيذي في الدولة أنّ مفتاح السجن ليس في جيبه بل ذلك من إختصاص سلطة أخرى مستقلة عن سلطته إسمها القضاء، وأنّه وأي مواطن متساوون أمام القانون !
https://www.youtube.com/watch?v=H_aWP81VOKA


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

إطلاق رصاصة على المحكمة الدستورية

شكري الجلاصي تغيير أغلبية الثلثين إلى أغلبية بسيطة لإختيار أعضاء المحكمة الدستورية هو إطلاق رصاصة …

لو سددوا نصف ما عليهم لتم إنقاذ الصناديق الإجتماعية

شكري الجلاصي السيد سمير مجول رئيس منظمة الاعراف تكلّم على القناة الوطنية بعجرفة وإزدراء من …

اترك تعليق