كافُونِيَّات: أمْقَت فنّك يَا كَافُون !
الحبيب بنسيدهم
“الأيّام دُوَل، والدّهر قلَّب والليالي حُبالى والغيب مستور والدنيا يوم لك ويوم عليك” هذا ماتعلّمناه من مدرسة الحياة.
كافون شاب تونسي، نشأ في بيئة فقيرة ومحيط قاس أضطر الى العمل منذ صغره ليأكل ويلبس ويعيش و”يعيّش”، تقاذفته أمواج الدنيا يمنة ويسرة مثلنا بين حال وحال.
بعد الثورة التونسية المجيدة التي حررت الفقير من قيود الإستعباد، إختار طريق النمط الغنائي الشبابيّ السائد في عصره، زمن غزى فيه “الراب” عقول المراهقين “شيبا وشبابا” فتكالبت عليه وسائل الاعلام لإستضفاته علها تفهم ظاهرته التي إستقطبت كل تلك الآذان ففتحت له الشهرة ذراعيها في زمن لم يعد زمن رباعيات الخيام بل صار زمن “ڤاعدين نعيشو كالزبلة في البوبالة”!
كسب كافون العديد من المعجبين وكسب كذلك العديد العديد من الكارهين لفنه “الرديء” الذي زاد في الانحلال الأخلاقي لدى المراهقين حسب رأي خصومه وأولهم كاتب هذه الأسطر، أبتلي بالسكري لتقطع بعض ساقه وتبقى الأخرى مهددة بالقطع وصار في حالة صحية حرجة!
الأخلاق والدِّين وكلّ نواميس الحياة لا ترضى بالشماتة حتى في عدوّك لأن المرض ابتلاء ربانيّ قد يصيبك أنت بعد أن يشفى منه كافون وغيره، لكن نزعت الرّحمة من قلوب العباد وصارت حتى البهائم الرتع أرحم من بني الإنسان، فكرهك لفنه أو شكله أو سلوكه لايمكن أن يبرّر الشماتة بمرضه وتتمنى له كل أنواع العذاب الذي إن دل على شيء فسيدل على قسوة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم.
ماذا ستجني من الشماتة فيه وماذا ستخسر اذا دعوت له ولغيره بالشفاء؟
لأقول أن كافون لم ينتج نفسه بل أنتجه شعبك وشعبه الذي مازال يقدم الالاف من رداءة كافون يوميا!
كافون أقول لك أني والله كنت من أشرس ناقديك وأني أكره فنك وأكره في بعض الأحيان كلامك وشكل لباسك ولكني أشهد الله أني أتمنى لك الشفاء العاجل والسلامة الدائمة.
عن واثلة بن الأسقع -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك).
#بنسيدهم