“خوانجي”
عبد اللطيف علوي
تعمل مؤتمرات، تفصل بين السياسي والدعوي، انتخاب اليكتروني، حلزوني، تنحي اللحية تعمل الجال، تلبس كسوة… مالك إلاّ خوانجي.
تعمل حوار وطني، ووفاق ومصالحة وتتنازل على السلطة… تعمل دستور يشهد بيه العالم الكل تنافس بيه السويد والدنمارك.. مالك إلا خوانجي.
تكون دكتور في الجامعة، تحكي بـ فوكو و بارت ومونتسكيو، تكون شاعر يحكي ويكتب بالحداثة وما بعد الحداثة، ما لك إلاّ خوانجي…
تكوني مزيانة وحليلتك ومثقفة وماكش معقدة وتشارك في ندوات وملتقيات وتخدم وتناقش وتضحك وتفذلك.. آما خسارة خوانجية، ولاّ بوها خوانجي ولاّ خطيبها…
تكون كوارجي تستحق تحمل زي الفريق الوطني، تكون عالم ودكتور استثنائي كيما منصف بن سالم، تكون فيلسوف تكون تونسي زمني وبحبوح كيما مورو تكون آش با تكون.. أنت في النهاية خوانجي…
الكلمة هذي تختصر حالة من العنصريّة اللي لا ينفع معاها طبّ ولا دواء… والعنصرية ماهيش فقط في اللون والجنس.. هي كذلك في الميز الطبقي والجهوي والثقافي والاثني.. هذا كله اسمو عنصرية..
والعنصرية لمن لا يعلم ولا يفهم، كانت دائما السبب الأول وخزان الوقود والبارود الذي ينتهي دائما بالانفجار في وجوه الجميع وبالحروب الأهلية…
كلمة “خوانجي” هي أقوى وأخبث سلاح استعمله النظام وموالوه، كلمة مشحونة بكل معاني الاحتقار والإدانة والتشويه..
صفة خوانجي لم يكن القصد منها الإشارة إلى تناقض حاملها مع النظام، وإنما مع المجتمع، فالخوانجي، مهما كان، شاعرا أو طبيبا أو مهندسا أو أو أو أو… هو ذلك الموسوم أصالة بالجرب والتخلف والعقد الكونية، شخص مكحوط ومنغلق وماضويّ وزيدهم إرهابي ويهدد النمط والمكتسبات والاستقرار ووو… وزيدهم هامشي وقعر وجاي من وراء البلايك.
دولة بورقيبة وبن علي زرعت هذه العبوة الناسفة في العقول، هذه الكلمة القبيحة العنصرية، وسيبقى سمها يسري لعقود وعقود…