السبت 19 أبريل 2025
عبد اللطيف علوي
عبد اللطيف علوي

المتصهينون أولى بالحرب من الصّهاينة !

عبد اللطيف علوي
حملات مناهضة التّطبيع الّتي تظهر من حين إلى آخر، بمناسبة المغنّي المتصهين الفلاني أو الفيلم الّذي تمثّل فيه مجنّدة صهيونيّة لم يسمع بها أحد يوما، أو غير هذا وذاك… 
هي حملات مناسباتيّة صارت نوعا من الفولكلور النّضاليّ المائع المستريح، لها طابع بافلوفيّ غير خفيّ، الكلّ يحرص على الظّهور في صورتها ليؤكّد امتلاكه للأصل التّجاريّ، ويتحدّث باسم القضيّة والمقاومة، الكلّ يركب على عود قصب ويتفرسن، والكل يسجّل أهدافه في مرمى الغافلين…
حتّى اتّحاد الشّغل الّذي ساند يوما، ومازال، أكبر مصلحة صهيونيّة صريحة ومباشرة، الّتي هي انقلاب الكلب الصّهيونيّ الأوّل في مصر، يصدر بيانا ويعبّر عن رفضه لحفلة هذا الّذي لا يسمّى، الفرخ الصّهيونيّ بوجناح أو بوكراع أو لست أدري من هو؟
أريد أن أسأل كتيبة النّفاق القوميّ واليساري والإسلاميّ:
أيّهما أخطر على قضيّتكم العظيمة؟ نظام السيسي الّذي قصم ظهر أمّتكم وباعها جهارا وحارب المقاومة وأغرق الأنفاق وجوّع أهل غزّة وقتلهم في المعابر، أم فرخ مغنّ مهما كان حجمه ليس سوى هامش على هامش كلّ الهوامش؟؟؟
أيّهما أخطر على قضيّتكم، ما تقوم به الإمارات من “صهينة” لكلّ ذرّة من الأوكسيجين الّذي نتنفّسه في حياتنا، تذبح المقاومة من الوريد إلى الوريد وترفع شعارات التطبيع علنا… من منكم طالب بإغلاق سفارتها أو الاحتجاج لديها؟؟

عندما رأيت كلاب السّفّاح الصهيوني السيسي يكرّمون ويوسّمون في بلادي وفي القصر الجمهوري وفي المهرجانات وفي وسائل الإعلام ويدخلون علينا كأبطال، وهم يحملون على وجوههم لطخة الدّم العربيّ في رابعة، ودماء الأطفال في غزّة وسوريا… يئست من شعاراتكم ونفاقكم وضراطكم الفولكلوريّ القوميّ… لم أسمع منكم بيانا يدين ذلك أو يعترض…
لم يثر أحد ولم يعترض على عادل إمام وشيرين وجورج وسوف وأحمد بدير والمهندس الإعلاميّ لانقلاب الصّهاينة في مصر المخرج خالد يوسف، وهم ينتهكون أحزاننا ويملؤون جيوبهم من ملحنا ثمّ يعودون مظفّرين إلى بلادهم ليكملوا مسيرة الغدر والخيانة… 

المتصهينون من أبناء جلدتكم أولى بالحرب ألف مرّة من الصّهاينة… هم الأخطر، هم السّوس الّذي ينخركم من الدّاخل، أمّا بوجناح فلن يأتي إلاّ لأهله وأحبابه، الّذين سيرقصون معه على نخب خياناتكم الكبرى…
أنتم بارعون فقط في الحملات الاستعراضيّة الّتي لا تكلّف شيئا، وتدرّ ربحا صافيا لا أداء عليه…
أنتم بارعون فقط في تكبير الصّورة وتسليط الكاميرا بالكامل على الذّبابة الّتي في ظهر الخنزير، كي لا نرى الخنزير أصلا ولا نشتمّ رائحته…
كافر بكم وبنفاقكم وعهركم وسقطكم إلى يوم القيامة…
أمّا السّادة الفايسبوكيّون، فستواصلون دائما النّظر بالتّفصيل في كلّ مرة إلى النّقطة المجهريّة الّتي يقرّرونها لكم… تلك استراتيجيّتهم ومصلحتهم العظمى لو تدرون… أن لا تنظروا أبدا إلى الصّورة الكاملة…


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد اللطيف علوي

ونحن على ذلك من الشّاهدين

عبد اللطيف علوي  هو عنوان كتابي الثّامن، الّذي صدر اليوم بعون اللّه عن دار العلوي …

عبد اللطيف علوي

متلازمة الغباء الدلاّعي

عبد اللطيف علوي  ها قد بدأ موسم الدلاع، وبدأ موسم الخسارات والخيبات الكبرى. مع كلّ …

اترك تعليق