البيان رقـــــم 1

محمد ضيف الله

تحت هذا العنوان كتبت يوم 1 جويلية 2013، أي بعد 30 يونيو بيوم واحد التدوينة التي هذا متنها:

“نعم خطر للبعض في ساحة التحرير أن يصدروا البيان رقم 1، “باسم الله، وباسم الشعب وباسم الثورة”، تذكيرا بكل البيانات رقم 1 التي صدرت أكثر من مرة في أغلب بلداننا العربية.

البيان رقم 1، يعني أن المسألة عبارة عن انقلاب. ونعرف أين وصلت بنا الانقلابات، حيث دمرت مقدرات الأمة، واستنزفت قواها، والدليل على ذلك ما نحن فيه الآن، من تخلف على جميع الأصعدة.
البيان رقم 1، يعني أن الجيش هو الذي يجب أن يحكمنا، بالحديد والنار، إن لزم الأمر، ونحن لضباطه خاضعون خانعون، فهو الذي يفكر لنا عوضا عنا ويقدم لنا ما نتوهم أنه في صالحنا.
البيان رقم 1، يعني أننا لا نستأهل الديمقراطية، وأن الأفضل لنا أن نعيش عقودا أو قرونا أخرى في حالة “الاستثناء العربي”، كما كنا خلال العقود الماضية.

الذين يتحدثون بالبيان رقم 1، يمكن أن تكون نواياهم حسنة، ولكن لا يمكن لهم أن يتكلموا باسم الديمقراطية بعد الآن”. ا/ه.

إلى هنا تنتهي التدوينة، وأضيف:

كان بعض الأصدقاء يومها سكارى. فيهم من كان يحلم أو يتوهم بأن العسكر سيمنح عدالة اجتماعية، ويوزع الأراضي على الفلاحين الصغار، وفيهم من كان يتوهم أن عبد الناصر يعود إلى الحكم في هيئة عبد الفتاح السيسي، وفيهم من كان يظنها ثورة تجسم الإرادة الشعبية، وفيهم من ظنها ثورة ضد الامبريالية الأمريكية بعيدا عن أصابع الصهيونية، إلا أن الثابت أنه انقلاب ضد الإخوان الذين أتوا إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وهنا المفارقة، والأكيد عندي أن الديمقراطية كانت ستبعد الإخوان عن السلطة لأخطائهم وترّهاتهم، إلا أن هذا الانقلاب كرّس مظلومية جديدة لهم ستعيدهم إلى السلطة بعد حين.

Exit mobile version