فوزي الطلحاوي
من ينشرون أخبارا وكواليس وإشاعات حول اعتزام ترشيح يوسف الشاهد برهان بسيّس لتولّي حقيبة التربية أصناف ثلاثة : إثنان مستفيدان وثالث مردّد لأنّه مستفيد أو دون وعي منه بذلك.
أمّا الصّنف الأوّل فهم النّدائيون ومن سار في ركابهم وغاياتهم مركّبة منها أنّ طرح اسم بسيّس ورقة تفاوضيّة ليقبل شريكهم حركة النهضة بالاسم الذي يقف وراءه (بما أنّ القطار يخفي قطارا) ومنها لغاية استفزازيّة حتى يستفزوا قواعد الحركة وناخبيها ومنها التغطية على حالة الإرباك والتشظّي التي يعيشها الحزب ومنها تخطيطهم “لمصيبة من المصائب” لا قدّر الله …
أمّا الصنف الثاني فالشقّ اليساريّ من نقابيي التعليمين الأساسي والثانوي، وغاياتهم كذلك مغالطيّة بالأساس، فزّاعة النهضة ورقتهم اليتيمة التي لا يملكون غيرها، مصوّرين أنفسهم للقواعد على أنّهم “المنقذ من الضّلال” ولولا نحن لأكلكم الذئب، ولمّا تنكشف الأمور ويتبيّن تهافت الخبر وسذاجته، سيروّجون لبطولات الافتراضيّة، فلو لا وقفتهم النضالية “لكان بسيس وزيرا”، والحال أنّ الخبر أساسا عار عن الصحّة.
أمّا الصنف الثالث فمجرّد مستهلك وناقل للخبر، وخاصة المواقع الإعلامية التي تبيع المادة الإعلامية وتقتات منها، ومنهم مجرّد لاهج بما يسمع “فهو كلّ على غيره”.
أمّا لماذا نستبعد جديّة الطرح فلأنّ برهان بسيّس قد اسْتُهلِكَ واستُنفِدَتْ طاقتُه، ولا يملك مقوّمات التّوزيرِ، فأستاذ التّعليم الثانوي الذي طلّق المحفظة من أجل “التّجيير والتّبييض” لن يستطيع التعامل مع وزارة تنام على كومة من المطبّات واللوبيات والإشكاليات الحقيقيّة، كما أنّ درس ناجي جلول مازال ماثلا للعيان للحاكمين والرأي العام، فالثور الأبيض سيكون درسا للثور الأسود، والإرباك الذي تركه غير المأسوف على رحيله ناجي جلّول مازال التلاميذ والأولياء يدفعون ثمنه في أخطاء طالت الامتحانات الوطنية وفي التسريبات وفي آلات التشويش وفي ضعف النتائج المدرسية وفي قضايا الفساد التي أخذت تطلّ برأسها باحتشام وفي الكفاءات التي علقت بإزاره والتي أخذت الوزارة تتخفّف منها تدريجيّا…
ختاما، إنّ انجرار بعضنا إلى ردود فعل مرتبكة وغير محسوبة هدف رئيس من أهداف نشر خبر توزير بسيّس في ما أرى، حتى نرضى بعد ذلك بحاتم بن سالم وشبيهه وزيرا للتربية…