تدوينات تونسية

يقتلهم نصف الموقف… محوران وهوامش تائهة

الحبيب بوعجيلة
قد تنجز امريكا ضربة استعراضية في سوريا لتعطيل مسار اجتثاث الارهابيين وتأخير الحل السياسي… لكنها لا تستطيع أن تضمن الردود.. اختلاف حقيقي يشق الادارة بين صقور مصرين على نصيب امريكي في التسوية الشرق اوسطية وعلى ضمان حماية دائمة لأمن اسرائيل وخبراء داعين الى استعادة ثقافة امريكا المكتفية بذاتها.
عملاء العم سام الذين ينتهون بمغادرته للمنطقة يدفعون “تحليلا” و”فلوسا” نحو تواصل الرعاية الأمريكية وفرض مشروع انور عشقي الذي اقترحه على الصهاينة في لقاءاته المتعددة…
المؤشرات تؤكد نهاية العصر الامريكي ثم الصهيوني في منطقتنا العربية ولكن الضريبة ستكون مؤلمة والنزال سيدوم طويلا لا بسبب قوة نظم العمالة المسماة معتدلة بل بسبب شراسة وقوة فلول الارهابيين الذين يتوزعون بين العراق وسوريا ويملكون قدرة مادية على التخريب وشغل المقاومة عن التفرغ للمواجهة مع المشروع الصهيوخلجاني.
الأخطر أن فلول الارهابيين مازالوا يتمعشون من “سردية الثورة” او “التصدي لايران” وهما سرديتان تواصل اطراف اسلامية “معتدلة” بما فيها الاخوان المسلمون الترويج لهما مما يمنح اللاستقرار مشروعية استمرار رغم زعم هذه الاطراف تمايزها عن الارهاب السلفجي.
ما لم تقرر تركيا وقطر بوضوح اسناد الحرب على الارهاب في تحالف واضح مع الدولتين العراقية والسورية ورفع الغطاء عن المساندة الضمنية للجرائم السعودية الاماراتية في اليمن فانهما تبقيان (قطر و تركيا) رديفا موضوعيا للمؤامرة والعدوان الصهيوخلجاني على الأمة.
الحل السياسي على قاعدة استانة وجينيف بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة جيشها الصامد واستمرار مناعتها وصمودها وتحالفها الاستراتيجي مع مقاومة حزب الله وفلسطين وايران الشقيقة وايقاف الحرب الظالمة على اليمن والذهاب الى حل وطني بمشاركة انصار الله والقوى الوطنية القومية من اجل يمن في مقابل عمالة السعوديين والامارات.. تلك هي المواقف التي تجعل قطر وتركيا في الموقع الوطني الاسلامي الصحيح اما مواصلة المواقف الغائمة ومجاملة “ادعياء الثورات” و”مثيري الفتن المذهبية” فذلك تواطؤ موضوعي مع الدعشنة والصهينة واستهداف الامة.
لا يزايد علينا ولا على المقاومة نفسها بالانتصار الى ضرورة الاصلاح السياسي والحريات في سوريا فلا أحد يوصف النظام السوري بالديمقراطية وما دعوتنا الى قاعدة التفاوض وفق مبادئ جينيف واستانة الا انتصار للانتقال في سوريا ولا يزايد أحد على ايماننا بأصالة الموقف العروبي والمدني والعلماني في حوارنا مع الجار والحليف الايراني ولكن لا يزعمن أحد أن الاستمرار في هذا العداء والاستهداف الممنهج لايران وحزب الله والنظام السوري براديكالية تتبرقع بمزاعم الانتصار للثورة والديمقراطية دون تدقيق وترتيب للأولويات ليس التقاء موضوعيا مع سردية صهيوخلجانية ترفض التفصيل الاستراتيجي لمنع الأمة من صياغة مشروعها الوطني في مواجهة الاستبداد وانجاز التحرير.
نفصل خيوط المؤامرة فيهرعون الى اغنية المذهبية ونظام البراميل. لن ترهبنا مزايدات الخطاب. لسنا مع قديم استبدادي فبينوا انكم لستم مع ضرب مقاومة. فصل بديلك فقد وضحنا الرؤية من زمان وهذه الوقائع تنصفنا. نحن مع الروافض والبراميل؟ أليس الأسلم انك مع الدواعش؟ بديل ثالث؟ كيف يا عباقرة.. لمن نسلم العراق والشام على الأرض ؟ هل هناك هذا الثالث على الأرض؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock