أسامة الحاج حسن
الزمان : نهايات القرن الخامس عشر الميلادي
المكان : البلاد الممتدة من مراكش إلى خراسان
الأوضاع : ممالك وإمارات متناحرة ومنحازة للصفويين الدمويين من طرف وللصليبيين المجرمين من طرف آخر.
بلغ الظلم مداه والضرائب أرهقت كاهل الشعوب المعدمة فيما الحكام باتت قبلتهم تبريز و باريز حتى حكام الحجاز الشريف من المماليك كانت أعينهم ومهوى أفئدتهم تسري إلى بلاد الفرس والإفرنج وكان الكيد أكثر ما يكون للدولة العثمانية التي وجد فيها الشعب المكلوم خلاصا من ظلم مماليكهم وملاكهم.
قد يستغرب البعض من هذه المقدمة لكن واقع الحال يقول أن السلطنة العثمانية ما كان لها أن تتمدد في عمق بلاد العرب لولا أن وجد السلطان سليم الأول ترحيبا من الأهالي وانحيازا من واليي حلب وحماة الذين وسموا بالخيانة في كتب سايكس بيكو علما أن طومان باي آخر سلطان مملوكي طلب بعد استسلامه الأخير وصموده الرهيب طلب توليته أمر مصر وقد أعجب السلطان سليم بالفكرة وكان سيفعلها لولا أن أشار عليه خاير بك وجانبردي الغزالي واليا حلب وحماة أن يقلع عن الأمر فأعدمه شنقا على باب زويلة.
لا يختلف الوضع اليوم كثيرا فقد وصلت الأمور بالشعب المكلوم المظلوم أن يجد في التدخل التركي خلاصا من مماليك اليوم وإماراتهم.