في ضيافة مركز الشرطة

حليم الجريري

الحمد لله الذي هدانا إلى ثورة نفتكّ تحت مسمّاها حقوقنا غصبا عن مغتصبها..
عون أمن يوقفني في الشارع ويخاطبني من عليائه: وين تُسكن؟؟
– سلام خويا.
– وين تسكن؟
– سلام خويا شحوالك؟؟
– أيا آقفلو عاليمين هذا!!
وانتهت القصّة بـ”وراس أمي كان انت تروّح الليلة انا الـcarte service تاعي نطيّشها!!
إفترى عليّ في الشارع على رأس الأشهاد، فرددتُ عليه بعض ما افتراه عليّ، فزاد فزدت فعاد فعُدتُ.. حتى بلغ بنا العراك مرحلةً أذهلت الجمع الغفير الذي حام حولنا من العامّة.. مواطن بسيط كيف يخاطبُ عون أمنٍ بهذه الطريقة؟؟؟

أي نعم مواطني تونس الثورة، هذا هو الحال بعد الثورة!! لا يضيع حقّ وراءهُ طالب، ولو كان الوضع على ما كان عليه قبل الثورة لحُكِمتُ بعشر سنوات سجنا بعد الذي أسمعته لهذا العون المخالف للقانون..
الحمد لله الذي أحاطني بجند لم يروها، نقابة الصحافيين الشوساء، التي أبرمت كلّ نفر في مركز الشرطة بتتالي الاتصالات عليهم!! ذهلوا وبهتوا واستفهموا ولم يفهموا!! وانتهت القصة بالبَوْسِ والعناق، “وأنتم الصحافيون ونحن الأمن وبعضنا أولياء بعض وبعضنا من بعض وكلّنا في حبّ تونس سواء” وكلّ تلك المحببات الموطّدات من الحقول المعجمية تاع الحب والأخوة التي قبلناها برحابة صدر ووسع عطنٍ وقد قنعنا بكلام العظماء الذين سبقونا: تكفيهم مذلّة الإعتذار.
شكرا لأصدقائي وزملائي وإخوتي الصحافيين ضياء الدين كريفي وخليل زروق وزياد دبّار وأحمد القادري والسيد الناطق باسم وزارة الداخلية الزميل الصحافي ياسر مصباح ومن تبع هؤلاء الإخوة بإحسان إلى يوم الدين..
سأموت لأجلكم كما متّم من قبل ذلك لأجلي ❤️
ومكروا مكرًا ومَكرنا مكرا.. وإنّ حزب الصحافيين هم الغالبون ??

Exit mobile version