توقف جريدة “الفجر”: هل من أسباب غير مُعلنة ؟

بحري العرفاوي
كتب الأخ محمد الفوراتي في افتتاحية العدد الأخير من جريدة الفجر وهو رئيس تحريرها عن “وداع” مر بين الجريدة والساحة الاعلامية لأسباب لخصها في عجز مالي والحرمان من الإشهار.
أنا أستمع دائما لموقف سلبي من الجريدة تُبديه قواعد النهضة وأتلقى مكالمات باستمرار لكوني صاحب عمود قار فيها وأعجز عن إقناع الغاضبين على الجريدة بكونها لم تعد “فجر” عام 1990 و1991 حين كانت تعبيرا عن الروح الغضبية لدى قطاع واسع من التونسيين في مواجهة ملامح اشتداد قبضة الاستبداد… كانت الجريدة أشبه ما تكون بساحة معركة يجد فيها كل الغاضبين أنفسهم… بعد انتخابات 2011 أصبحت الجريدة تمثل سلطة بخطاب هادئ مسؤول ثم بعد مرحلة التوافق أصبحت أكثر اتزانا واعتدالا حَدّ “البرود” في نظر قطاع واسع من أنصار حزب النهضة يرون حركتهم مظلومة ومتآمرا عليها ومهددة بمخاطر جمة.
هل فعلا وصلت الجريدة إلى وضع “المخنوق” ماليا ففضلت التنفس بالتوقف عن خوض السباق الإعلامي؟
لا أمتلك “معلومات” ولكنني أمتلك عقلا للتحليل وحرية لقول ما أرى:

1.: أعتقد أنه في إطار التوافق يُسار إلى تسوية فرص التنافس بين الحزبين الكبيرين تحديدا بالتجرد من وسائل الاعلام الحزبية (رغم محدودية تأثير الفجر) وربما في هذا الإطار أيضا تتم تحويرات في مؤسسة التلفزة وربما الإذاعة.
2.: ربما أيضا وفي علاقة بالأزمة الخليجية واستباقا لتداعياتها تريد الحركة رفع الحرج عنها بمنع تحاليل سياسية قد لا تكون منسجمة مع مواقفها التي أرادتها محايدة ومتناسقة مع الموقف الرسمي للحكومة.
3.: ثمة تفسير يبدو “قاسيا” يقوله أكثر من قائل ومفاده: أن الحركة تتخفف من كل إرثها النضالي المقاوم من رموز سياسية وثقافية وإعلامية استجابة لـ “إكراهات”وخضوعا لإملاءات.

يقول العاذرون: إنها إنما تفعل ذلك لتحظى بمقبولية في بيئة محلية وإقليمية ودولية تتكاثف فيها مؤامرات على الاسلام السياسي ويكفيهم إنجازا إذا نجوا بـ “العنوان” حتى وإن أفرغوه من “جوهره” ولن يعجزوا عن استعادته أغزر حين تحلّ مواسم الخصوبة.
تقديري: إيقاف جريدة الفجر هو آخر محطة بعد قناة “المتوسط” و” ت ن ن “… أو المرور من مرحلة “الإعلام الحزبي” المفتوح لكل قيادات الحزب ومناضليه إلى مرحلة : كل واحد يخدم روحو إعلاميا بطريقته ومهارته، وهي مرحلة في تقديري تعبر عن عوارض غير صحية في جسم يبدو متضخما ومتماسكا.

Exit mobile version