تدوينات تونسية

المدارس النموذجية: الباهين مع بعضهم والتاعبين مع بعضهم

الحبيب حمام
هل المدارس النموذجية تكرّس التمييز: الباهين مع بعضهم والتاعبين مع بعضهم، دون تخصص لأنهم معرضون لنفس اختبار الباكالوريا في النهاية؟
مدارس التخصص موجودة في كل العالم، ومدارس التفوق موجودة في كل العالم، ولكن لها مناهجها الخاصة، ولها اختباراتها التي تناسب المناهج. أما عندنا فتجميع المتفوقين لكي لا يُصابوا بالعدوى من “الضعاف”، ويُعطوا ظروفا إيجابية خاصة، وفي النهاية يقومون بامتحان الباكولوريا المخصص للضعاف. شعملنا، واش جا مليح؟ اسمع ما تقعدش بجنبو في القسم، هذاك تلميذ “بهيم”، اقعد بجنب ولد المدير. نحن نعاني من هذا الدّمار المفلق أصلا، وتزيدونا المدارس النموذجية؟
الأولياء يلهثون وراء وضع أبنائهم في المدارس النموذجية، ومن لم ينجح في ذلك عزيه يقبل العزاء. ما شاء الله عليك، رجال وذكي، دخلت للنموذجية، موش كيف ها كالمصطك ولد فلانة. عقدتم الأطفال في الفارغ.
المدارس الريفية محرومة من ذلك، وإلا: تشجيع للنزوح نحو المدن. هو تمييز زايد نزوح، كوارث.
هل هناك دراسات؟ ما حال النموذجيين في الجامعة؟ ما حالهم في سوق الشغل؟ هل هم إضافة نوعية؟ هل أساتذتنا في الجامعة من المدارس النموذجية؟ هل مهندسونا النوابغ الذين تتخاطفهم الشركات من هؤلاء؟ هل أطباؤنا المهرة من هؤلاء؟ وإلا لماذا هذا الاعتناء الخاص والمصاريف الزايدة؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock