واقع أمتنا المأزوم ومدخرات النهوض
ما تمر به أمتنا اليوم من أزمات وشدائد داخليا وخارجيا يوشك أن يفت في عزائم الناس ويدفعهم إلى اليأس والاستسلام حتى أصبحنا نقرأ كثيرا عن اعتبار العرب والمسلمين ملة مهزومة وعبئا على الحضارة الانسانية وأصبحنا نجد خطاب جلد الذات وامتداح الآخر الغالب.
كل ما يقال عن سوء حالنا صحيح وكل ما يقال عن مستقبل أسوأ يتهددنا قريبا ليس مجانبا للصواب مادمنا مرتخين مستسلمين ومنشغلين بصغائر الامور.
• غير أننا نفرق بين “المغلوبية” و”المهزومية”.. أن نكون مغلوبين ليس خطرا فتلك سنن تاريخ الأمم والحضارات والتدوال على مواقع الريادة والحضيض وستظل سننا جارية مادامت الحياة… فالمغلوب يمكن أن يعي سبب مغلوبيته ويعمل على تجاوز واقعه وتغيير موضعه… الخطر الأكبر هو في تحول “الغلوبية” تلك إلى “مهزومية” أي هزيمة الإرادة والوعي والأمل في المستقبل.
إننا مغلوبون ولا نشك ولكننا لسنا مهزومين في وعينا وأشواقنا مازلنا نؤمن بكون هذه الأمة تحتفظ بمدخرات غير محدودة من الإيمان والأشواق والأمل والإرادة تمكنها من استيعاب كل هذه المصائب وأكثر دون أن ينضب فيها الأمل في مستقبل أرقى وأنقى وفي استعادة موقع الريادة مع غيرها من الأمم التي تشترك معها في حال “المغلوبية” وفي الوعي بجدارتها بالحياة والريادة.
إننا لا نخشى من أعداء يدقون علينا حصون المدن وإنما نخشى من أقرباء يُشيعون فينا اليأس والوهن ويدمرون جهازنا النفسي وأليافنا العصبية ويُجرعون شبابنا مُستحضرات الهزيمة والفشل.
• هذه الأمة مدخراتها من الأمل والإيمان والأشواق أكبر من مدخراتها البترولية والغازية والمعادنية.
نحن مدعوون إلى مواجهة مخططات تدمير الذات التي تمارس ضدنا سواء بالتهديدات أو بالتشويهات ووصم كل متمرد على مشاريع الهيمنة بـ “الإرهاب”.
إننا أمة