الإسلام المغدور تونسيا من ركاكة أنصاره وبلادة أعدائه
الحبيب بوعجيلة
تضرر الاسلام في تونس كما تضررت الثورة بشكل رهيب في أوساط النخبة والحداثيين وحتى لدى بعض عموم الناس بسبب نجاح الاسلاميين في انتخابات ما بعد الثورات وبسبب ممارسات السلفجية الفعلية والمصطنعة وممارسات اخوان مصر والانتصارية “الدينية” لعدد كبير من القواعد العميقة المحمولة على النهضة في تونس (يجب أن لا نحمل قياداتها الحديثة والمدنية ذلك فهي لم تكن موافقة على تلك الممارسات)…
حركة “الافطار” وجرأة اعلان الدفاع عليه من سياسيين ونقابيين يدخل ضمن رد الفعل السياسي على ممارسات “الحسبة” و”الادعاء الدينوي” الذي مارسه “المنتصرون بالثورات” في المساجد والشوارع وجاملهم في ذلك نفاقا من أطلق اللحى ووضع السجادة في المكتب والادارة. ارتفاع الجرأة في الدفاع على الافطار هو استثمار لفرصة التراجع “الاسلاموي السياسي” تماما مثلما كانت جرأة الدفاع على المنظومة القديمة بعد فشل الترويكا الفادح في الحفاظ على جاذبية الثورة.
من منظور فهمي للحداثة والتحرر الوطني والبناء التقدمي أعتبر احترام الاسلام وقيمه المقاومة والتنويرية ونشرها شرط انتصارنا في معركة التنمية والتحرير ومواجهة قيم الرأسمالية الاستهلاكية الاستغلالية المدمرة للانسان واعتبر خوض معارك التبخيس من القيم التعبدية موقفا يهتك مخزون حصانة وتثوير في مواجهة العولمة والاستعمار المتجدد.
لكن لا أستطيع التأكيد على هذا الكلام بعد المضار التي سببتها المعارك الدونكيشوتية للدعاة والأخلاقويين وسلفية الظلام والحسبة وقتل الناس.
بعد مدة يخفت بريق الجراة الاستعراضية على الاسلام حين ينتهي خطر الارهاب والقهر باسمه ويرى التونسيون اسلاما يحرر الامة وينورها ويمنحها انتصارات على العدو وعلى الجهل وترتقي باسمه شعوب آسيوية الى أول مراتب العلم والحضارة.
في تونس بلادة “حداثيينا” من ركاكة “اسلاميينا”.