إيران بعيون تحرّرية: ردّا على ذوي المرايا المحدّبة والمقعّرة

الأمين البوعزيزي

يجري خلط فضيع حول الموقف من حضور الملالي في الوطن العربي:
1. صنف يشيطن إيران تحت دعاوي طائفية مقززة تشيطن التشيع وتربطه بالزرادشتية (عبادة النار) فالشيعة في عرفهم روافض متآمرون على الإسلام وعلى سنة الرسول وصحابة النبي وزوجه عائشة… يتخندقون ضمن معارك حدثت في التاريخ بين صحابة النبي (ص) سببها نظام الحكم الذي صمت عنه القرآن قصدا حتى لا يقدسه المسلمون؛ بل يتعاطون معه اجتهادا بشريا متغيرا لتدبير شؤون هم أدرى بها.. لكن حدث المحظور وقدّس المسلمون إصطفافاتهم واختلقوا لها أحاديث منسوبة للرسول… فكان التسنن والتشيع مذاهب كل يدعي النجاة؛ والحال أنها مجرد أحزاب سياسية لا قداسة ولا عصمة لها؛ أحزاب سلالية أحدها يتكئ على الأسرة (بيت النبي) وثانيها يستند على القبيلة (قريش) في تنكر صريح لآية كريمة محكمة لا تشابه فيها “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ”!!!
2. صنف يشيطن إيران بجريرة ممارسات حكامها العدوانية تجاه العراق؛ إذ نراهم يسوّقون لصد العدوان تحت شعارات “صراع عربي فارسي” واعتبار إيران هي “إسرائيل الشرقية”؛ في خلط فضيع بين الشعوب الإيرانية الجارة في الجغرافيا والشقيقة في الإسلام وحكامها الكهنة المعتدين هنا وهناك!!!
3. صنف يمجد إيران ويسوّقها باعتبارها غوثا ربانيا لنجدة العرب من الصهيونية ومن أنظمتهم النفطية الطائفية. وهؤلاء ثلاث أصناف:
• طابور متأيرن يزعم التشيع في خلط فضيع بين التشيع لبيت النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام والتشيع لمشروع إمبراطوري فارسي يتخذ من التشيع أيديولوجيا مُطوّعة لخدمة مشروع كهنوتي شوفيني توسعي يحتقر العرب ويحقد عليهم تحركه أحداث تاريخية تعود إلى الزمن الإمبراطوري وعلاقته الدولية المبنية على حق الفتح!!!
• طابور علمانجي تبشيري متأورب مستعد لمحالفة الشيطان لإبادة الإخوان في بلاد العرب!!!
• طابور متقومج خانته خياراته الفاشية الشوفينية في وضع حد للعبث الإمبريالي بالهندسة الكيانية للأمة العربية؛ فوضع نفسه على ذمة الكهنوت الفارسي واهما أنه الغوث ومقاومة الصهيونية؛ وهاهو الوطن العربي مستباحا لميليشيات فارسية تحركها أوهام وأحقاد وأساطير من جنس الصهيونية والوهابية!!!
نعم #لأخوّة_عربية_إيرانية على قاعدة المواطنة والمقاومة للتحرر من إستبداد وكهنوت اللاهوت والناسوت:
– التحرر معا من عدوانية وظلامية مشروع الولي الفقيه/ السفيه الذي يستند على أساطير نظرية الحكم بإسم العناية الإلهية وهي إحدى أشد نظريات الإستبداد تخلفا… جاء الإسلام ثورة معرفية تحررية للإطاحة بها وبقدرة قادر يتم “تعميدها” باسمه!!!
نظام الملالي الكهنوتي تكتوي الشعوب الإيرانية بلظى ظلاميته وتحول دون تقرير مصيرها المواطني الذي ينتصر لسيادة الإنسان في مواجهة لصوص الأديان الوسطاء الدجالون الكهان برتبة الولي الفقيه (السفيه) والإمام المعصوم الغائب.
نظام الملالي الكهنوتي الذي تكتوي الأمة العربية بأذاه منذ سطو الخميني على ثورة الشعوب الإيرانية ضد الشاهنشاهية البوليسية الوكيلة؛ إذ عوضا عن تمكين الشعوب من بناء نظام سياسي جديد قاعدته المواطنة السيادية نرى الكهنوت ينتصب وسيطا وكيلا مزيفا لله تعالى الذي قضى أن احكوموا بما أنزل الله (شورى الناس والمساواة والعدل وطاعة القانون لا الحكام ومقاومتهم إذا استبدوا أي أشركوا بالله وتألهوا في الأرض). هذا الكهنوت المتلبس بأوهام أسطورية إمبراطورية قبرها التاريخ ويزعم الكهنوت احياءها على حساب الوجود العربي وما حزب الله ومشتقاته السرطانية إلا خلايا لتفعيل المشروع الكهنوتي الإمبراطوري الفارسي بشهادة حسن نصر الكهنوت!!!
– التحرر من الكهنوت الملكي/ الوهابي الذي يحتل مكة المكرمة والمدينة المنورة أهم رأسمال رمزي للمسلمين.
– التحرر من نظم عسكرتاجية وبوليسية تفرض علمانجية تبشرية كولونيالية تعمل على اقتلاع الشعب العربي من ثقافته الوطنية لصالح هيمنة ثقافية غرباوية تزعم دكتاتورية الحقيقة وتأسر الحداثة ضمن رؤى ثقافية إثنية محدودة في المكان والزمان وتزعم التعبير عن العالمين في تنكر صريح للفتوحات المعرفية الديكولونيالية التي تعتبر الحداثة مشروعا مفتوحا للتعبير عن سيادة الإنسان في كل مكان في مواجهة امبريالية الابستمولوجيا الغربية المتواطئة مع نزعات ومخططات الهيمنة والإبادة والإسكات لمن هم خارج المتربول الغربي.
– النضال معا في سبيل كوسموسياسي مشترك قوامه المواطنة والسيادة الإجتماعية المقاومة لكل مخططات الإذلال والاستباحة أيا كانت مسوّغاتها ناسوتا أم لاهوتا.
———- هذا موقفنا من إيران؛ جارة التاريخ والجغرافيا؛ إيران الحضارة العريقة؛ إيران الإسهام العميق في الثقافة الإسلامية؛ إيران الإسهام العميق في العصيان الابستمولوجي التحرري. وما الكهنوت السفيه إلا كابوس عابر هنا وهناك…
عسى أن يكفّ المؤلفة قلوبهم فستقًا واستبْرقًا ومتعةً عن التلبيس ومعاضدة إبليس!!!

Exit mobile version