الأخطاء القاتلة للمحور السعودي الإماراتي
مازالت الازمة الخليجية تتفاعل لكنها أبرزت إلى حد هذه الجولة نجاح قطر النسبي في تفكيكها، المحور السعودي الإماراتي المصري فشل في التنبه إلى خمس معطيات أساسية راهن على عدم تحركها:
الخطأ الأول : المراهنة على الصمت التركي، نسي المحور أن هناك بعدين في الاستراتيجيا التركية، البحث على بوابة لدور إقليمي كبير وملامسة مياه الخليج، والأزمة الخليجية قدمتها له على طبق، دور إقليمي جديد بعد اهتزاز دورها في سوريا وعلاقتها مع الطرف الاوروبي وإعادة الورقة التركية إلى محيط التجاذبات العالمية، تركيا دولة كبرى إقليميا وحتى عالميا. والبعد الثاني تاكيد البروز التركي لدى الجمهور العربي والاسلامي كقائد لهذا العالم عبر بوابة الاخوة الاسلامية ومساندته لاطرافها الضعيفة ولجماهيرها المتعطشة للكرامة.
الخطأ الثاني : المراهنة على صمت الشعوب بما فيها شعوب المحور، ويبدو أن قطر ربحت هذا المعطى بلعب الدولة الصغيرة الدولة الضحية، ودخول اسرائيل على الخط بمساندة واضحة لهذا المحور. والأيام القادمة حبلى بتوتر هذا البعد دخل بلدان المحور وخارجها. فالشعوب العربية تبقى بوصلتها واضحة تجاه عدوها الحقيقي.
الخطأ الثالث : التعويل الفاضح على السند الأمريكي بعد لقاء القمة الامريكي الاسلامي وما تبعه من استحواذ مالي عجيب ومقزّز، وقد نسي هذا المحور أن ساكن البيت الجديد تاجر صفقات يبحث عن الربح ولو على حساب المبادئ… ولا تهمه عهود إلا عهد المال، وأنه رجل ثقافته السياسية محدودة وهنا يُفهم تغيير موقفه من اتهام لقطر إلى دعوة أميرها إلى واشنطن ودخول باب الوساطة.
الخطأ الرابع : وهو الخطأ الكارثي، في طلب علني مفضوح بتخلي قطر عن مساندة حركة المقاومة حماس وهنا سقط المحور في عداوة قضية المسلمين الأولى، وجعل من كل مبررات المقاطعة ينهار في الماء، وتصبح مطالب المحور مطالب ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
الخطأ الخامس: اللعب على الوتر الطائفي بالتركيز على دور إيران ومطالبة قطر بقطع العلاقات معها والمراهنة على ان اللغة الطائفية الان خاصة في ضوء ما وقع في كل من سوريا واليمن والعراق لغة مربحة وفيها احراج كبير لقطر ونسي المحور أن لغة الاستراتيجيا تتجاوز هذا المعطى وان الغريق يتمسك بكل منجد ولا ينظر الى اصله وفصله حين تصبح القضية حياة او موت. إعادة إيران من بوابة لم تكن تنتظرها في الدخول إلى عمق الوجدان العربي من جديد كمنجد وصديق.