اليساريون الذين مازالوا يقفون على أطلال الثورة البلشفية ويبكون على حائط مبكاها، والممانعون الذين ألغوا معارك المواطنة ومقاومة الإستبداد والإنخراط في عملية تحديث حقيقية للمجتمعات العربية لصالح “المعركة الموعودة” التي لن تأتي مهما انتظرناها، أدعياء الحداثة المغشوشة التي يشهد على زيفها ضحاياكم وضحاياها، هؤلاء جميعا عجيب أمرهم ما إن تناقلت وكالات الأنباء خبر المقاطعة حتى وضعوا أنفسهم تحت خدمة الحلف الجديد. فهل يرون انفسهم معنيين بتطبيق سياسة الحلف الجديد في تونس ؟
هل آل سعود ومشايخ النفط في الإمارات والسيسي الذي وضع نفسه تحت حذاء من يوفر له حفنة الرز شعاره “نأكل مما نمسح”، وحفتر مجرم ليبيا، هل هؤلاء يا معشر اليسار هم الذين سيجددون مجد الشيوعية؟ وهل هم البناة الجدد للأممية البروليتارية ؟ هل حلف خرج من عباءة الإستعمار وشارك في تحطيم العراق الدولة العربية الوحيدة التي كانت على عهد صدام حسين على مشارف أن تكون دولة متقدمة هل حلف مثقل بهكذا خيانات سيحرر لكم الجولان وفلسطين أو حتى سيشارك في استرجاع شبر واحد منها؟ الشقيقة التي ترقصون على وقع مقاطعتها هي الباعثة لقناة الجزيرة، وهي القناة العربية الوحيدة التي غطت الحرب على العراق وبكت عليه تاريخا وجغرافيا وتقدما وبكت على صدام حسين وعلى نظامه كما لم يبك عليه أحد حتى من شقيق الأيديولوجيا “البعث السوري”، الذي لم يمانع في تدمير قطر عربي في شموخ العراق، ما لكم ؟ كيف تحكمون أيها الممانعون الصغار؟
هل حلف يكفر بالديمقراطية ويحارب فكرة المواطنة ويحكم بالتوريث مازالت المرأة في بعض مجتمعاته ممنوعة من قيادة السيارة ومن المشاركة في الإنتخابات هل حلف بهذه المواصفات التي لا تضعه خارج سياق الحداثة فحسب بل تضعه خارج سياق التاريخ سيعمل على إنجاز التحديث المنشود الذي تدعون الإنتساب إليه زورا وبهتانا ؟ ما لكم ؟ أين رشدكم؟. لقد رقصتم من قبل على جثث الضحايا في حلب وهتفتم مع الشبيحة: “الأسد إلى الأبد”، ومن قبلها رقصتم طربا لانقلاب السيسي وقلتم: “نكاية في الإخوان” واليوم ترقصون طربا لأن ملوك الطوائف يمزقون جسد الأمة ويقطعون الأرحام في شهر الصيام ولا يرقبون في شقيقتهم دينا ولا إنسانية، ألا يحلو لكم الرقص إلا في بيوت العزاء؟ أخبروني من أية عجينة أنتم ؟