ممالـــك القطـــران
الأمين البوعزيزي
هذا المساء كنت ضيفا (عبر الهاتف) على فضائية المغاربية بلندن للتعليق عما سمي تدخل الإمارات في شؤون بلدان المغرب الكبير.
أجبت أن ممالك القطران وعلى رأسها الخمّارات الأعرابية انزعجت من موجة الثورات المواطنية وخافت أن تطرق أبوابها فعملت على إجهاضها في المهد.
سألني مقدم البرنامج عن سرّ عداء حكام هذه المشيخات النفطية للحركات الإسلاموية في سائر بلاد الثورات.
أجبت: إن تلك الكائنات البعيرية منزعجة جدا من إمكانية نجاح مثال ديمقراطي يستوعب الحركات الإسلاموية إذ سيكون ذلك نهاية للكهانة التي يمارسونها بإسم الإسلام في ممالك تعيش خارج مدارات التمدن والأنسنة.
سألني عن سر مسارعة حكام هذه المشيخات إلى دعم الثورة الليبية والانقلاب عليها لاحقا…
أجبت: هم وجدوا فرصة للانتقام من معمر القذافي الذي كان دائم السخرية منهم ووضعهم في حجمهم الطبيعي… لكنهم انقلبوا على الثورة بمجرد التخلص من القذافي.
سألني عن سر تباين مواقف قطر والإمارات مما جرى في بلدان الثورات العربية.
أجبت: قطر في مجمل مواقفها كانت منخرطة في موقف الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي كان مصمما على التخلص من نظام الإستبداد المتخلف الذي يحمله مسؤولية تفريخ حركات إرهابية وصلت حد أسوار رموز العولمة في قلب أمريكا. والانحياز إلى خيار وقف جموح الثورات عند إنتقال ديمقراطي بجوهر ليبرالي مفرغ من أي التزامات إجتماعية وطنية. في حين أن الموقف الإماراتي فهو منخرط في الموقف الجمهوري الأمريكي الذي ينكر على العرب الحق في الديمقراطية ويراهن على دعم نظم دموية لحفظ مصالحه واعتبار المنطقة العربية مستثناة من الحق الديمقراطي المشاع للعالمين…
ختمت حديثي قائلا: ما تتعرض له الثورات العربية من عدوان دموي يذكرني بالثورة الفرنسية وما تعرضت له في محيط الممالك الرجعية في زمنها.. لكنها إنتصرت لما انتشرت خارج فرنسا… كذا الثورات العربية فهي تدشن زمنا عربيا قادما… لذلك تعاديها الكائنات البعيرية في الخمّارات الأعرابية النفطية.
عقّب على كلامي أحد طواويس دكان المستقلة غامزا كوني أدافع عن القذافي.
فكان تعليقي: نعم القذافي كان عقدة ممالك القطران لكن من حق شعبه أن يثور في سبيل بناء دولة تعبر عنه… أما عن الغامز اللامز فأقول له: لقد كان دكان المستقلة يدافع عن صانع جريمة السابع حتى آخر لحظة… أرجو أن تكف عن ثورجيات الوقت الضائع.
(القبّرة لا تستحق الرصاص؛ فخ يكفيها?).