إلى التراب ومن التراب
أدينا اليوم صباحا زيارة إلى عائلة هنية..
عائلة اطردت من قطعة الارض التي كانت تتحوزها منذ عقود وهدمت القوة العامة الجدران الاربع التي كانت تحميها..
لم تغفل هيبة الدولة عن حجز بقايا أثواب وشبه أثاث مع دجاجة لم تفقص بعد بيض فراخها، في مستودعها البلدي..
هنية ووالداها عم حسين (في العقد التاسع) وخالتي عيشة (في العقد الثامن) موجودون الان على وجه الفضل تحت سقف قصديري يرتفع عن الارض مترا، في رقعة تحت الجبل تعود الى احدى العائلات الميسورة في منطقة الجديدة..
كفكفنا دموع هنية ووالدها الذي يكاد يموت من القهر بان قلنا لها ببساطة اننا اولادك واخوتك وعشيرتك واهلك… ووعدناها بالافطار عندها يوم الاربعاء المقبل..
الشكر موصول لجمعية مرحمة التي عبرت عن استعدادها لبناء بيت لهنية، فقط لو تم حل الاشكال العقاري او حتى بمجرد وعد بعدم هدم البيت بعد بنائه..
توجهنا الى معتمدية الجهة الا اننا لم نجد السيدة المعتمدة وبالتواصل معها هاتفيا اعلمتنا ان لا علم لها بالوضعية (تم تعيينها حديثا) ووعدت باستقبالنا يوم الاثنين المقبل صباحا للنظر في كيفية المساعدة..
الشكر موصول لهنية التي جعلتنا نفتح اعيننا على ملفات مخفية عن انظار الكثيرين.. هناك بعيدا حيث تشترى وتباع املاك الدولة ويستولى عليها بقوة الجاه والمال في غفلة من الجميع..
الشكر موصول لمن حضر ولمن لم تسعفه الظروف للحضور..
الكل مدعو يوم الاربعاء للافطار عند هنية.. الكراسي والمائدة ستكون التراب.. هناك حيث سنسكن كلنا يوما ما..