هل هي النّهضة الجديدة ؟
سامي براهم
نشر لوائح مؤتمرات الأحزاب مهمّ للرّأي العامّ و للباحثين لمعرفة مرجعيّتاتها وتصوراتها وتحديد هويتها السياسية ورؤيتها لقضايا البلد.
سبق أن نشرت تدوينة مطالبا فيها بنشر لوائح عدد من الأحزاب التي أنجزت مؤتمراتها خاصّة الأحزاب التاريخية العريقة التي تصدر عن أيديولوجيات كبرى لمعرفة حجم ما أنجزته من مراجعات ونقد ذاتي وتطوّر في فهم الواقع الرّاهن، وخصصت حركة النهضة بتدوينة خاصّة مطالبا بنشر لوائح مؤتمرها العاشر لأنّها بمقتضى السياقات السياسيّة التي بوّأتها مواقع متقدّمة مطالبة أكثر من غيرها بتوضيح رؤاها.
تسلّمت منذ أيّام هذه الوثيقة التي شكّلت بعد الاطّلاع على فحواها مفاجأة بالنّسبة لدارس حضارة وتاريخ أفكار يشتغل على الفكر الدّيني والإسلام السياسي اطّلع سابقا على أدبيّات هذا التيّار وكتب في نقده.
لا يمكن اعتبار هذه الوثيقة مجرّد تطوّر في الأفكار أو تأقلما مع المستجدّات أو استجابة للضغوطات بل نقلة نوعيّة وقطيعة مع منظومة الإسلام السياسي تتوقّف قيمتها العمليّة وجدواها على مدى تشبّع قواعد هذا الحزب بها.
هذه وثيقة بإمكانها أن تحوّل حركة سياسيّة تنتمي إلى دائرة الإسلام السياسي بأبعاده العقائديّة الشّموليّة الاحتجاجيّة إلى حزب سياسي مدني تونسيّ.
ليس من عادتي استعمال العبارات الإنشائيّة والأحكام المعياريّة في مجال نقد الأفكار وتقييمها وسينتبه من يطّلع على هذه الوثيقة أنّها تنبئ عن تأسيس جديد وميلاد ثان لحركة سياسيّة طالما أثارت الجدل. لكن في تقديري مازال أمام هذه الحركة جهد كبير لتحويل ما في هذه الوثيقة من مضامين إلى ثقافة راسخة داخل عموم قواعدها.